◄ "حزب الله" يُمثل الضد النوعي القوي والرادع الحقيقي لقوة مغتصبة غاشمة متغطرسة كالكيان الصهيوني
علي بن مسعود المعشني
قيام حزب الله مؤخرًا بتدمير ناقلة جند للكيان الصهيوني بداخل فلسطين المُحتلة ليس العملية الأولى في سلسلة المواجهات بينهما ولن تكون الأخيرة بلاشك، فسماحة السيد حسن نصرالله هو من يصف الكيان بأنَّه أوهن من بيت العنكبوت ودلل على توصيفه هذا بالواقع العملي والبرهان المبين في أكثر من مناسبة، بدءًا من تحرير جنوب لبنان عام 2000م، وصولاً إلى العملية النوعية الأحدث بتدمير ناقلة الجند وقتل وجرح من فيها مرورًا بحرب يوليو المجيدة عام 2006م، وعدد لايُحصى من العمليات النوعية العسكرية والاستخباراتية على أرض لبنان أو بداخل جغرافية فلسطين المحتلة.
حزب الله برهن للعالم بأن كيان العدو خرج من الخدمة فعليًا وأحيل للتقاعد من قائمة خدم المصالح الأمريكية في المنطقة وتحديدًا منذ حرب يوليو 2006م، ولم يعد هذا الكيان أكثر من ظاهرة صوتية تقتات على أكاذيب وخُرافات ماضيها كالجيش الذي لايُقهر والموساد الذراع الطولى للكيان وتل أبيب مفتاح واشنطن تلك الأكاذيب والخرافات التي تلاشت حين أختبرت حقيقيًا على أيدي حزب الله. لهذا لم يجد الراعي الأمريكي غضاضة في صناعة الدواعش وإعادة إنتاجهم مرارًا وتكرارًا وكلما نضجت جلودهم بعناوين ومسميات وعقائد مختلفة ليحلوا محل الكيان المتهالك المهترئ ويقدموا له الحماية وينوبوا عنه في مسرح المعركة، لهذا رأينا دور كيان العدو مساندًا للدواعش عند كل انكسار مفصلي على أرض سوريا بضربات عسكرية هي أقرب إلى القرصنة من العمل العسكري المنُظم الذي يُرجى منه تحقيق نصر وتوازن على أرض المعركة.
حزب الله يُمثل الضد النوعي القوي والرادع الحقيقي لقوة مغتصبة غاشمة متغطرسة كالكيان الصهيوني، فتفوق العقيدة القتالية لعناصر حزب الله واضحة وجلية ومؤرقة للعدو، قوة وازنة ومُتعاظمة كل يوم بالخبرات القتالية والعتاد النوعي، لهذا فمن الطبيعي والمتفهم أن يحاصر الكيان ورعاته وأعوانه في المنطقة حزب الله ليس كحزب ولا ذراع مسلح فحسب بل كثقافة عابرة للحدود والأجيال، وعقيدة عسكرية تفوقت على العقيدة الصهيونية والداعشية وضد نوعي استثنائي في زمن حرج ودقيق للغاية.
حزب الله كظاهرة ثقافية وكعقيدة قتالية استطاع أن يتحول من أداة مُقاومة إلى عنصر ردع في زمن قياسي، واستطاع تعبئة وحشد كل التردد العربي والهزائم النفسية العربية وإعادة إنتاجها إلى انتصارات ملموسة ومجردة من الشعارات والأمنيات المنزوعة من الواقع.
حزب الله أوقع كيان العدو في خيارات "مُرة وأمرّ"، فإما المواجهة والهزيمة وإما تحاشي المواجهة وتحمل تبعات تعاظم قوة حزب الله كمًا وكيفًا، وبالتالي التحلل الذاتي النفسي للكيان وتعاظم تداعيات هروبه إلى الأمام خاصة وأنه الكيان الذي يتنفس عبر الحروب والأزمات لتوحيد هشاشته الداخلية وتوحيد مناصريه من حوله ومن الخارج حيث روج وسوق نفسه بالضحية الوديعة بين عالم من الوحوش.
كل ضربة يوجهها حزب الله لكيان العدو تنتهي بعد أيام من على شاشات الإعلام والصحف ولكنها تحفر عميقًا في الوجدان والكيان الصهيوني الذي يستشعر دنو أجله في كل حين فضربات حزب الله عبارة عن منظومة متكاملة من الرسائل والأهداف والنتائج والكيان الصهيوني يعلم وحده بعد حزب الله بالطبع ماهية وأثر وأبعاد كل ضربة يتلقاها على مكوناته البشرية وعقيدة جيشه الغاصب المحتل والذي أصبح عاجزًا تمامًا عن المواجهة أو الرد بصورة تُعيد للأذهان خرافة الجيش الذي لا يُقهر وأصبح أكثر هشاشة بعد هزائم الدواعش النكراء على أرض سوريا.
---------------------------------
قبل اللقاء:
تحية إجلال وإكبار لمن يطلبون الموت لتوهب لنا الحياة، ولمن طوعوا الموت وآخوا الجبالا وجعلوهما مثل عم وخالا.. وبالشكر تدوم النعم.