"تشاينا ديلي": أوروبا تواجه "انتكاسات" اقتصادية وأزمات سياسية

ترجمة- رنا عبد الحكيم

نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية تقريرا حول الوضع الحالي للدول الأوروبية، وأشارت إلى أن ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا إما على وشك الركود أو أنهم يقتربون من أزمات سياسية وذلك حسب أراء أكبر محللي أوروبا.

وذكرت الصحيفة أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، تفقد زخمها، فيما تتفاقم أزمة الديون الإيطالية بسبب حالة عدم اليقين السياسي، ومن المرجح أن تخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. وقال تشو تشيانغ، مساعد مدير معهد النقد الدولي بجامعة رنمين الصينية: "إن هذه الاقتصادات الكبرى في أوروبا تشتت انتباهها جميعًا بمشاكلها الخاصة، والتي من المحتمل أن تقود الاقتصاد الأوروبي إلى جولة أخرى من الركود، حيث لا توجد سياسات فعالة في هذه البلدان بعد لتحفيز النمو". وأضاف أنه مع وجود أنواع مختلفة من الأدوات المالية والعملات التي يمكن استخدامها لتحفيز الاقتصاد، فإن الكساد الأوروبي لن يندلع بشكل كبير، لكن من المحتمل أن يحدث هذا تدريجيا، استنادًا إلى البيانات الحالية.

وحذر البنك المركزي الألماني "بوندسبنك"، في 19 أغسطس من أن البلاد قد تدخل دوامة الركود في الربع الثالث، مع انخفاض الإنتاج الصناعي والطلبات التي تأثرت بالتوترات التجارية الدولية. وقال البنك في تقرير اقتصادي قاتم: "من المرجح أن يظل الاقتصاد الألماني ضعيفًا في صيف عام 2019"، مضيفًا أن "إجمالي الناتج الاقتصادي قد ينخفض مرة أخرى قليلاً".

وقالت تشن فنغ يينغ الباحثة البارزة في الاقتصاد العالمي في المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة "إن قطاع الصناعات التحويلية الألماني ساعد الدول المجاورة على الخروج من المتاعب عندما ضربت أزمة الديون منطقة اليورو منذ عقد من الزمان تقريبًا. ولكن بعد أكثر من عقد من النمو، تواجه قطاع الصناعات التحويلية في ألمانيا تحديات بسبب البيئة الاقتصادية الدولية البطيئة والتوترات التجارية التي بدأت في الولايات المتحدة". وأضافت تشنغ "الاقتصاد الألماني على وشك الركود، مما يعني أن أوروبا تفقد محركها لتحقيق النمو، لذلك هناك سبب للاعتقاد بأن أوروبا سوف تمر بفترة عصيبة".

وذكرت الصحيفة أن الوضع في إيطاليا يبدو ضبابيًا؛ حيث استقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في 20 أغسطس بعد انتقاده لوزير الداخلية ماتيو سالفيني لمتابعته مصالحه الخاصة وإلحاق أضرار بالحكومة الائتلافية. وقام سلفيني، زعيم حزب الرابطة اليمينية المتطرفة، بسحب الائتلاف مع "حركة 5 نجوم" المناهضة في وقت سابق من هذا الشهر ودعا إلى إجراء انتخابات.

وعلقت تشن على هذا الشأن قائلة: "إن عدم اليقين بشأن من سيصبح الزعيم الجديد لإيطاليا سيثير قلق المستثمرين الدوليين ويزيد من تفاقم المشاكل الأقتصادية".

أما المملكة المتحدة فتوضح الصحيفة أن اقتصادها قد تقلص لأول مرة منذ عام 2012، بسبب فوضى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف بـ"البريكست". وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن المملكة المتحدة "يجب أن تترك الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، سواء باتفاق أو بدونه". وتقلص الناتج المحلي الإجمالي البريطاني بنسبة 0.2% في الربع الثاني من عام 2019 مقارنة مع الربع الأول، وفقا للأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة.

وقالت تشن: "في الوقت الراهن، فإن الاقتصاد العالمي كله يمر بمرحلة التحول". وأضافت أن الاقتصاديات الكبرى تتباطأ وأن الولايات المتحدة وأوروبا "لن تكون استثناءً". واستكملت حديثها قائلة "ومع ذلك، ظهرت بقوة الجماعات السياسية الداعمة للتكامل الأوروبي في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة. وهذا يعني أن الدول الأوروبية ستسعى إلى التعاون بدلاً من إنشاء المزيد من الانقسامات لحل مشاكلها".

 أوضحت الصحيفة أن بعض الدول الأوروبية، مثل إسبانيا والبرتغال، تشهد نمواً سريعاً، مدفوعاً بالسياحة وعوامل أخرى، مما قد يساعد في تعويض الأداء الضعيف لبعض الاقتصادات الرئيسية.

وفي ختام تقريرها أكدت الصحيفة أنه يتعين على الدول الأوروبية إجراء تغيير للخروج من "النفق المظلم"، فعندما يتباطأ الاقتصاد ولا يزال الإنفاق العام في زيادة فهذا يعني أن الوضع الاقتصادي لن يكون مستداما.

تعليق عبر الفيس بوك