الأسر ترفع حالة الطوارئ لاستقبال العام الجديد.. ومحلات القرطاسية تنتعش

أولياء أمور: التبكير بشراء مستلزمات الدراسة يخفف الأعباء المادية.. والاستعداد الذهني للطلاب بمقدمة الأولويات

الرؤية - مريم البادية

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق العام الدراسي الجديد، وقد بدأ الطلاب الاستعداد لهذا العام الجديد، محملين بالأفكار والطموحات والتطلعات، فيما يسعى أولياء الأمور لتلبية متطلبات أبنائهم من الملابس والقرطاسية وأدوات الدراسة المختلفة. ويتزاحم الطلاب مع أولياء أمورهم وخصوصا في آخر أسبوع من الإجازة الصيفية لشراء المستلزمات الدراسية المختلفة، وقد تباين معدل الإقبال عليها لعوامل مختلفة؛ كالميزانية وتوقيت الشراء ومكان الشراء، وكذلك الاستعداد النفسي والذهني للطلاب.

وتقول صبيحة الهشامية إنها تستغل آخر أسبوع في الإجازة الصيفية للبدء في تهيئة أبنائها تدريجيا للاستعداد للعام الدراسي على أكثر من صعيد، كتهيئتهم نفسيا من خلال محاولة إشراكهم في اختيار مستلزماتهم الدراسية من حقائب وأقلام وكراسات. وتوضح أنها تُعد خطة برفقتهم لاختيار ما يحتاجونه من مستلزمات دراسية، مشيرة إلى أن عملها في مجال التدريس ولد لديها خلفية كاملة بالمتطلبات التي يحتاج إليها الأبناء في كل مادة، ولذا تعمل على تهيئتهم ذهنيا لمحاولة استرجاع ما تحصلوا عليه من معلومات في السنة السابقة من خلال مراجعة بعض قواعد اللغة الانجليزية واستذكار جدول الضرب، وحفظ بعض السور من المصحف الشريف، كما أنها تعمل على تحفيزهم من خلال تقديم وعود لهم، إمّا بزيارة الأماكن المحبّبة إليهم في نهاية كل أسبوع دراسي أو تقديم الهدايا لهم، شريطة الجد والاجتهاد في دروسهم، إلى جانب ذلك تعويدهم على النوم مبكرا في مواعيد تقترب من المواعيد التي اعتادوا على النوم فيها وقت الدراسة.

الهاشمية: ضرورة إعادة النظام الداخلي في البيت قبل الذهاب إلى المدرسة

وقدمت الهشامية نصيحة إلى أولياء الأمور بأنه يتوجب عليهم محاولة إعادة النظام الداخلي في البيت قبل البدء بدوام المدرسة وكذلك إعادة تنظيم الساعة البيولوجية والسيطرة على حياة الفوضى خلال العطلة الصيفية وتعويدهم على النوم باكراً، فالكثير من الطلبة يعتادون في الإجازة على السهر، لذا يجب على الأهل تحديد ساعة محددة لهم للنوم، ليكون أمر الاستيقاظ باكراً سهلاً لديهم.

ويقول إبراهيم السديري إنه يعمل مع زوجته على وضع ميزانية لشراء مستلزمات المدرسة، كما يحاول أن يشجع أبناءه على الادخار المسبق حتى يساهموا معه في شراء احتياجاتهم من مصروفهم الخاص، ويستهدف من ذلك تعويدهم على أهمية الادخار في حياتهم وليس في المدرسة فقط، وخصوصا في المناسبات السنوية كالأعياد.

وعلى الضفة الأخرى من استعدادات العودة إلى المدارس يتمثل في جهود الطلبة واستعداداتهم للبيئة المدرسية؛ حيث يقول الطالب سيف الشيباني المقيد بالصف السادس: "أنا متشوّق جدا لأنني سأذهب إلى المدرسة من جديد بعد قضاء إجازة طويلة أخذت فيها القسط الكافي من الراحة، وسأعود إلى مقاعد الدراسة بحماس أكبر، وألتقي بأصدقائي ومعلمي، حيث اشتريت الحقيبة المناسبة وكذلك الدفاتر والأقلام والزي المدرسي، وقد وعدت والدّي بأن أدرس بجد واجتهاد وأرفع رؤوسهم".

أمّا الطالبة غدير البادية المقيدة بالصف الثاني عشر فتقول: "أعمل على وضع خطة لما احتاجه من مستلزمات لهذا الفصل، كما أنني حرصت على الاستعداد الذهني لاستقبال هذا الفصل، حيث ستكون سنة مصيرية لي، فقمت بتجميع الكتب الدراسية من زملائي الذين سبقوني في الصف الثاني عشر، وكذلك سلاسل الامتحانات مثل "الإجادة" و"التفوق" وغيرها، وبدأت استذكر المواد خصوصا تلك التي كنت أواجه صعوبات فيها خلال السنوات السابقة، كالرياضيات، واستعنت بالتقنيات الحديثة والتي كان أبرزها القنوات الكثيرة على موقع يوتيوب، وبها بدأت أهيئ عقلي لهذا العام". وتضيف: "هذا يشكل لي أهم عمل أقوم به لأنه يجعلني أكثر تفاعلا مع المعلمات منذ بداية العام الدراسي وأكثر التزاما وإدراكا للمنهج، إضافة إلى أنّ استعدادي هذا العام يأخذ طابعا أكبر من الجدية لأنني مقبلة على شهادة الدبلوم العام التي تعني لي المستقبل وحصاد السنوات الدراسية الماضية ككل". وتعبر البادية عن عزمها وثقتها بأن تحقق في السنة الدراسية الجديدة نتائج إيجابية ودرجات مرتفعة. وتمضي قائلة: إنّ الاستعداد البدني والنفسي وجهان لعملة واحدة، فالإجراءات المتخذة لتعزيز الاستعداد البدني الإيجابي ينعكس في الصحة النفسية للطالب، وفي المقابل فإنّ استعداده النفسي ورغبته للتعلم تزيد من التزامه بالخطوات العملية في الجانب البدني مما يجعله يشع نشاطا، وحيوية ودافعية.

وفي جولة لـ"الرؤية" على بعض الأسواق في مسقط، تباين المعروض من المستلزمات الدراسية، وما صاحبها من توافد أولياء الأمور على هذه المراكز التجارية، ويقول محمود اليعقوبي الموظف بمكتبة كنوز المعرفة إنّ استعدادنا كمكتبة لموسم المدارس يتضمن عدة أمور؛ إذ نحاول توفير كل ما يتناسب مع احتياجات الطالب سواء من كان على مقاعد المدرسة أو الجامعة، ومن ضمن هذه الاستعدادات نظرتنا إلى كل ما هو مطلوب ومرغوب عند أولياء الأمور، ودائما ما نحاول مساعدة الطلاب في تسهيل العملية الدراسية، من خلال توفير أدوات تعينه على ذلك. ويضيف أن المكتبة تشهد هذه الأيام إقبالا كبيرا من المرتادين، وخصوصا الأسبوع الذي يسبق العام الدراسي، متوقعا أن تبلغ الذروة يومي الجمعة والسبت في آخر يومين من الإجازة.

وعن الوعي الشرائي، يقول اليعقوبي إنّ هذا الأمر متفاوت بين أولياء الأمور، فمنهم من يأتي وقد حسم أمره في الاحتياجات التي سينتقيها، والبعض الآخر يقوم بالشراء العشوائي.

تعليق عبر الفيس بوك