علي جمعة الكعود | سوريا
سرُّ الأصالةِ والجــــــمال ِعُمانُ
سرٌّ تنــوءُ بحمْــلهِ الأكـــــوانُ
//
الســـحرُ يغْلفُها كأيِّ جميــــــلةٍ
وتفـرَّدتْ بالمعجزاتِ عُــــمانُ
//
غجريّةٌ والّليلُ كحَّـــلَ جفْنـــــها
والشمسُ في أهدابــها عنوانُ
//
ترتاحُ في ظلِّ الخليج من الهوى
وبها الخليــــجُ مولَّــهٌ هيـمانُ
//
فتحارُ أينَ تفــرُّ من عشـّــــاقها
والعاشقونَ بأرْضــها سُكَّــانُ
//
عزفتْ حكايتَها السماءُ فأمطرتْ
قيثارةً سكرتْ بهـــا الألحــانُ
//
تربو عُمانُ على التـــلال أميـرةً
والأفْقُ قصـــرٌ والمدى تيجانُ
//
تاريخُها الوضَّاءُ يوقــــدُ شمعةً
للعابرينَ فتشْـــرق الأزمـــانُ
//
وصلالةٌ يلـــــدُ الخريفُ ربيعَهـا
وتشعُّ من قرطاسها الألــوانُ
//
التائبونَ تولَّـــــــهوا بجمــــالها
والزاهدونَ بزهْدهمْ قد عانوا
//
والشمسُ في نزوى تفكُّ ضفيرةً
كي تستحمَّ ومشْطُها الأفنــانُ
//
وظُفارُ أسْفحُهُ تغازلُ غيــمةً
مرّتْ وترقبُ ظلَّها الخلـــجانُ
//
عقدتْ على البحر الجبالُ قرانَها
والشاهدان محارةٌ وجُــــمانُ
//
والبحرُ وشْوشةُ الصخورِ تُزيدهُ
طرباً فترقص حولَهُ الشـطآنُ
//
وعُمانُ شقَّ المستحيلُ دروبَها
بين الجبال تلفُّـها الأحضـــانُ
//
والنخلُ في الصحراءِ رمزُ عراقةٍ
بشموخهِ حتّى الثـــرى يزْدانُ
//
جُمّارُهُ يهبُ الوجـــودَ حـلاوةً
وبسعْفــهِ قد دوِّنَ القــــرآنُ
//
أَعُمانُ أنتِ قصيدةٌ شرقيّــــةٌ
وربابــــةٌ بدويـّــةٌ وكمـَـــــانُ
//
لكِ في ضمير الشعر خيرُ مكانةٍ
إنْ جادَ بالوصف الجميل بيانُ
//
كم قلّـــــدتْكِ مدائنٌ ومـدائنٌ
فسموتِ حين تهاوتِ البلـــدانُ
//
ومقلـِّـدوكِ كنصفِ كأسٍ فارغٍ
لكنَّ حسنكِ نصْـفهُ المـــــلآنُ
//
شِعري يظلُّ أمام سحْركِ عاجزاً
وبوصْفِ سحْـرٍ يعجزُ الإنسانُ