"شجع فريقك" أغلى من اللحاق بالمنتخب

أحمد السلماني

أمنية غالية وكبيرة تلك التي يحلُم بها كل لاعب في السلطنة لتمثيلها في المنتخبات الوطنية، وفي كافة الرياضات على تنوعها، كما أنه شرفٌ كبير -وأي تشريف- لأي رياضي أن يأتيه نبأ اختياره ليرتدي قميص المنتخب، ويدافع عن ألوان شعار بلاده في المحافل الإقليمية والقارية والدولية.

والحقيقة -وفي خضم التفاعل مع الآليات والمعايير المتبعة لدى الأجهزة الفنية بمنتخباتنا لكرة القدم تحديدا- صُدمت عندما علمت باعتذار لاعبين عن الانضمام لمعسكر المنتخب لأسباب واهية، وبعد التحري والتقصي تكتشف إدارة المنتخب أنَّ أحدهم يريد أن يلعب مع فريق الحارة في بطولة "شجع فريقك"، وآخر لدواعٍ أسرية، وثالث يتمارض، وقائمة الأعذار طويلة يُدركها فقط ذوو الاختصاص في إدارات المنتخبات الوطنية دونما استثناء.

وحتى لا نُبالغ في المسألة، فإنَّ مثل هذه الحالات شاذة ونادرة، لكنها موجودة للأسف، ومما يؤسف له أن هذه الزمرة وجدت طريقها للمنتخب بطريقة أو بأخرى، ولم تثمن ذلك، في حين أن أقرانًا لهم على بسيطة السلطنة ينتظرون فرصة أضحتْ نادرة وحلمًا كبيرًا بالنسبة لهم لإثبات وجودهم، ولا تتسنَّى لهم رُبما هم أكثر كفاءة وقدرة وطموحًا للتواجد ضمن قائمة الشرف بالمنتخبات الوطنية.

ولقد سرُرت كثيرا بردة فعل الجهاز الإداري والفني للمنتخب في التعاطي مع اللاعبين المتخاذلين بحزم وصرامة، وشطبهم من قائمة المنتخب؛ إذ إنَّ هذه النماذج الكسولة وغير المُدركة لأهمية شرف تمثيل منتخب بلادها، إنما هي نماذج قد تؤثر على انضباط بقية زملائهم.

وما حدث حقيقة يقودنا إلى قضية مهمة تتمثل في "الطريقة المثلى" لاختيار لاعبي المنتخبات الوطنية، مع اعتراف حقيقي وضمني من مدربين بصعوبة مهمتهم؛ كونهم يعتمدون -وبشكل أساسي- في اختياراتهم على مخرجات الدوري الذي في الغالب لا يمتد لأكثر من شهرين، فضلا عن أن أندية كثيرة لا تشارك، ومن يُشارك إنما هو مجبرٌ على ذلك بحكم شروط التواجد في دوري "الأضواء والشهرة"؛ وبالتالي فإن شريحة واسعة جدا من الموهوبين في كرة القدم لا تُسعفها الظروف للتواجد على قوائم المنتخبات تذهب أدراج الرياح، ولا تجد من يأخذ بموهبتها ويُصقلها، فتذوب في الفرق الأهلية وفي الأندية، ثم تتلاشى بعد أن يفوتها القطار، إذا ما علمنا أنَّ مدربي منتخباتنا الوطنية مأسورون بمبدأ "التأسيس السليم" للاعب كرة القدم، وهذا -وكثيرون مثلي- أتحفظ عليه وبشدة؛ إذ إنَّ اللاعب الموهوب لا يحتاج إلى الكثير إذا ما تم تداركه في عمر معين، ولكن أنَّى له الوصول للمنتخب مع ندرة الكشافين وعدم وجود "آلية منظمة شاملة" للبحث واختيار هؤلاء اللاعبين.

هنا.. أضع مقترحًا بسيطًا على دائرة المنتخبات باتحاد الكرة يتمثل في التعاون مع وزارة الشؤون الرياضية الموقرة في توسيع دائرة بطولة "شجع فريقك"؛ لتشمل دوريات الفرق السنية في فصل الصيف؛ حيث الإجازة الصيفية وشغل الصبية بما يفيد، دون أن تتأثر دراستهم، ومن خلال هذه الفرق الأهلية ستبرُز الكثير من المواهب الكروية، وبنفس آلية "شجع فريقك" فقط يتم اختيار عناصر منتخبات المناطق من خلالها، ومن خلال التعاون مع الفنيين بها ومن ثم المنافسة في مسقط، ومنها يتم اختيار النخبة من هذه المواهب لتبدأ عملية "التأسيس" والانطلاق نحو مشوار النجومية والاحتراف بالمنتخبات والأندية.

فكروا في المقترح.. لن تخسروا شيئا،،

الأكثر قراءة