جمال النوفلي
يحتفي العُمانيون بعيد الأضحى من كل عام بطرق وعادات أصيلة مختلفة لا تخرج جميعها عن الأطر والعادات العمانية المعروفة، ورغم أنَّ المناسبة واحدة، إلا أنَّ الاحتفائية وتمظهرها، أو تاريخها، أو تسميتها، تختلف من ولاية إلى أخرى؛ فمثلا معنا في ولاية المصنعة تبدأ الاحتفائية بالسابع الذي يُسمَّى في الولايات الأخرى بالهبطة، وتكون في اليوم السابع من ذي الحجة، وفيها يتم شراء مستلزمات العيد للكبار والصغار، ويستغل فيه صغار التجَّار المناسبة لعرض مختلف منتجاتهم؛ سواء كانت مأكولات عمانية كالهريس المعد في أوعية نحاسية كبيرة مدفونة في جوف الأرض، أو حتى المأكولات التقليدية السريعة كاللقيمات والباجل واللولاه والدنجو الموغر في الماء الساخن، وبعض النسوة قد يفترشن الأرض يَبعن ألعابا للأطفال، وبعض ألعاب الفتاك الذي يُخفينه بحذر في صناديق البطاطس والمينو، كل ذلك يكون في بواكير صباح السابع من ذي الحجة؛ حيث تكون الشمس هادئة باردة لم تشمر عن ساعد الجد لسلخ جلود الأشهاد، وحين تعلو الشمس تكون الجموع قد تفرقت.
ونحنُ نُحب السابع كثيرا، ونحرص على أن نحضُره كل عام مع أطفالنا، أو نرسلهم مع أبناء عمومتهم إن لم نستطِع الحضور، ولكوننا نعيش الآن في العاصمة مسقط، وطبيعة المدن تختلف كثيرا عن طبيعة القرى، فإننا صِرنا نتمنَّى أن لو كان في المدينة احتفالية شعبية مثل تلك الاحتفاليات الجميلة، وقد أجاب الله رجاءنا.
حيثُ أعادتْ ولاية السيب إحياءَ الموروث الشعبي بإقامة احتفالية العيود في ثاني أيام العيد من كل عام، يقول أهالي السيب إنها فعالية قديمة جدًّا، يُشارك فيها الباعة، ويفترشون الأرض، مُبرزين بضاعتهم للمتجولين والزائرين، وتأتي إليه العوائل في المساء، بعد أن يكونوا قد انتهوا من التزامات الشواء والمشاكيك والغداء، فيستمتعون بلقاء أحبتهم وأصدقائهم وتذوُّق بعض المأكولات، ومشاهدة بعض الفنون العمانية الغنائية التي تُقام بشكل جماعي، ويُمكن أن يُشارك فيها من شاء كالعازي والرزحة والداندان، كما تكون هناك منصات للشعراء والمنشدين والمطربين تشنِّف أسماع الزائرين.
وبالنسبة لمعظم العُمانيين، فإنهم يعرفون كلَّ شيء عن العيود، خاصة الأجيال المتقدمة. أما جيل الشباب، فإنها فرصة لا تفوَّت؛ ففيها سيلتقون بأصدقائهم وأشخاص جُدد، ولقاء المشاهير ومعرفة عادات وفنون أجدادهم عن قرب.
أما بالنسبة للمقيمين والضيوف على دولتنا، فمرحبًا بهم ليُشاهدوا اللُّباس العُماني التقليدي الأصيل، المملوء بالبهجة والألوان والأصالة، ومشاركة إخوانهم وأخواتهم الفرحة والبهجة والعيد.
وستكون فعاليات عيود في مساء ثاني أيام العيد في المعبيلة، بجانب مسقط مول.