"شجع فريقك".. تكشف عوار مسابقاتنا

أحمد السلماني

اقتربتْ بطولة "شجع فريقك" من نهايتها هذا الموسم، وقد حملت في طياتها شهرين تقريبا من الإثارة والتشويق وتجاذبات الرأي ما بين مؤيد ومعارض لها. وأيًّا كانت الآراء، فعلينا أنْ نُسلم يقينا بأنها اقتربت من الرُّسو بنجاح في محطتها الأخيرة؛ حيث لعب عامل ولاء الجماهير العاشقة لفِرقها في الحراك الكروي الكبير على الساحة المحلية ونجاح البطولة رغم التناقص المضطرد سنويا في عدد الفرق المشاركة كل عام.

إنَّ الزخمَ الجماهيريَّ الكبير الذي رافق البطولة، والتغطية الإعلامية التي اعتمدتْ في غالبيتها على الفضاء الإعلامي الافتراضي، يُنبئ كلاهما بتحوُّل جذري في تغيير خارطة ودورة الرياضة العمانية ببروز الفرق الأهلية كلاعب محوري بقوة تأثيرية واسعة على حساب الأندية التي إن لم تسارع في تغيير سياساتها وتطوير منظومتها، فإنَّ بعضًا منها سيُغلق أبوابه وستتلاشى؛ وبالتالي فإنَّ التطوير في البرامج والمرافق وتفعيل باقي الرياضات بها بات ضرورة ملحة؛ حيث إن التركيز على كرة القدم وضخَّ الأموال عليها مُؤدَّاه دخول الأندية في نفق مظلم، ولرُبما إلى طريق مسدود يُقابله توسع في قاعدة الفرق الأهلية وتوسعة في مرافقها وأفق استثمار فتحت لها، كما تحظى بدعم كبير ومطلق من الحكومة -مُمثلة في وزارة الشؤون الرياضية- بعد يقينها بدورها المجتمعي البارز والمتنامي وهو أسمى ما تهدف له.

ولستُ وحدي من تنبَّأ أو يتنبَّأ بهذا؛ فقد حملت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعض الاستفتاءات تتعلق بالأسباب وراء الحضور الطاغي والمنظَّم والمتطوِّر للجماهير خلف الفرق الأهلية في "شجع فريقك"... وغيرها من المسابقات المحلية والداخلية، على عكس بطولات اتحاد الكرة؛ والتي تعاني العزوف، ليتصدَّر الولاء والانتماء قائمة هذه الأسباب، ومن ثمَّ اقتراب الفرق من المجتمع وتنوُّع برامجها وخدماتها التي تلامس مفاصل حياة القرية التي ينتمي لها الفريق، ومن ثمَّ افتقار غالبية الأندية لجسور التواصل مع المجتمعات المحيطة بها، وبعضها لا يوجد بها سوى ملعب لفريق القدم ومقر وبلا مرافق أخرى يُستفاد منها، كما أستغرب من أندية لا تفعل رياضات بعينها ثم هي عضو في الجمعية العمومية لرياضة ما وتؤثر في الانتخابات وصياغة مستقبل تلك الرياضة.

وقبل التطوير بالأندية، فهي بحاجة للتنوير، وهذا لم ولن يتأتى مادامت ذات العقول تدير منظومتها؛ حيث إن ما نتحدَّث عنه يحتاج "إرادة أولا ثم إدارة" بعقول شابة وقادة تحول النادي إلى كيان يقدم خدمات رياضية وثقافية واجتماعية يحتاجها المجتمع ويتمتع بمرافق متنوعة ما بين ملاعب وصالات ومسبح ومسجد ومطاعم ومكتبة وقاعات؛ وبالتالي يستمتع بها أعضاء الفريق أسوةً بما هو موجود في دول شقيقه وصديقة حول العالم.

كما أن رابطة دوري المحترفين عليها عمل كبير بالتفكير المعمق في إطلاق حزمة محفزات وطرق لجذب الجماهير وإعاداتها للمدرجات، بالتعاون مع الأندية والإعلام، تتجاوز روابط "الدان دان"، وضرورة تفعيل دور التسويق وبعض الشخصيات التي بلا عمل في منظومة اتحاد الكرة، ولا نعلم دواعي وجودها بما يتجاوز الرعايات و"شحاتة الفلوس"، إلى أفكار خارج الصندوق يُسهم بها الشباب ومجالس الجماهير...وهكذا، وإلا "قد ملت الجماهير السقي والساقي".