الخميس الذي نتمناه عربيا

حسان عمر ملكاوي

بعد انتهاء دور ثمن النهائي من بطولة أمم إفريقيا 2019، والتي نجحت الشقيقة مصر باستضافتها، وأبهرت الجميع، وكانت محط إعجاب المتابعين بالقدرة والبراعة العالية على تنظيم هذه البطولة القارية التي سوف تفقد كثيرا من بريقها بغياب نجوم المنتخب المصري وجمهوره، والمنتخب المغربي صاحب الأداء الذي يعشقه الرياضيون، إلا أننا نتمسك بالأمل بقوة المنتخبين الجزائري والتونسي، اللذين أعادا لنا الأمل العربي في التواجد والتتويج؛ لذلك فإنَّ القلوب ستخفق والعيون ستشخص منتطرة لقاءات يوم الخميس ليكون يوما عربيا بامتياز.

واذا ما ألقينا نظرة تحليلية سريعة على اللقاءين في دور ربع النهائي، فسنجد:

أولا: ساحل العاج والجزائر.. رغم أفضلية المنتخب العاجي سواء في عدد مرات الفوز بالبطولة مرتين عام 1992 و2015، وأفضلية الفوز من آخر سبع لقاءات بتحقيق الفوز ثلاث مرات، والتعادل مرتين، وفوز الأخضر الجزائري مرتين فقط، والحصول على اللقب مرة واحدة عام 1990، فإن محاربي الصحراء وقياسا على الأداء والمستوى الفني والتألق الواضح، قادرون بعونه تعالى على تجاوز عقبة المنتخب العاجي مثلما تجاوزوا في دور المجموعات المنتخب السنغالي المدجج بالنجوم، والذي رشحه الكثيرون للفوز باللقب، حتى إن مدرب المنتخب العاجي أعلن صراحة أنه كان يتمنى تفادي لقاء الجزائر في هذا الدور.

ثانيا: تونس ومدغشقر.. حيث تتفوق تونس، سواء بالتصنيف أو التاريخ الكروي أو اللقاءات المباشرة؛ حيث فازت مرتين على مدغشقر مقابل خسارة واحدة، وفازت تونس باللقب عام 2004، إلا أنَّ منتخب مدغشقر والذي لم يتوج سابقا باللقب، لكنه أثبت أنه الحصان الأسود لهذه النسخة يعيش حالة من النشوة وارتفاع المعنويات لتشكل له حافزا في اللعب بحماس، وهدف ودافع قوي بالوصول نحو منصة التتويج، ولكن أقول إنه في ظل الصحوة التونسية في الدور الثاني، وتخطِّي عقدة غانا، وتقديم أداء تونسي مختلف ومغاير لدوري المجموعات، خاصة من خط الوسط، رغم أنه لا يزال بحاجة للتركيز أكثر وتجنب الأخطاء دفاعيا، واستغلال الفرص السانحة هجوميا، وبعونه تعالى، يواصل نسور قرطاج المشوار نحو النهائي.

ننتظر الفرحة ونمنِّي النفس، وندعو بالتوفيق للفريقين، خاصة وأنَّ اللقب غائب عن خزائن العرب منذ تسعة أعوام، وأيضا نحن أمام فرصة تاريخية بنهائي عربي بين تونس والجزائر؛ حيث لم نرَ نهائيا عربيا منذ 2044، عندما فازت تونس باللقب بعد الفوز على المغرب بهدفين مقابل هدف.

وإن كان بالعمر بقية.. سيكون للحديث بقية.

تعليق عبر الفيس بوك