النقد الإعلامي السلبي الهدام

أحمد السلماني

"رضا الناس غاية لا تُدرك"، ولن تُدرك؛ وبالتالي فإنَّ القائمين على الرياضة العمانية بمختلف مؤسساتها عليهم أن يُدركوا يقينا أنَّ دورة العمل بتلك المؤسسات يجب أنْ لا تتوقف عند رأي أحدهم، ربما كان محقا، وهنا نأخذ برأيه، وقد يجانبه الصواب وهنا الصمت عنه أولى، والمضي قدما في أداء المهمة أمرٌ ضروري لديمومة النشاط الرياضي، والدفع برياضتنا نحو التطور والنماء.

واحدٌ من أكبر معوقات رياضتنا هو: النقد السلبي الموجَّه والمشخصَن، أو أنه جاء بعد انتفاء المصلحة وعدم تحققها.. هنا تتم الإساءة للمنابر الإعلامية والتعدي عليها واستغلالها لتصفية حسابات معينة مدعومة من هذا لضرب ذاك، وندخل في معادلات التمترس "مع وضد" وللأسف، هنا يسقط القلم في وحل "الخيانة" للرسالة الصحفية وأمانة الكلمة.

إنَّ مصطلح "المهنية الصحفية" له من الهيبة والوقار عند الأقلام التي تُدرك معناه، كما يحتاج إلى رصيد هائل لدى الصحفي والكاتب من الثقة وتوافر المعلومة والطرح الواعي الشامل؛ لذا أستغرب، بل وأندهش، حقيقة من ذاك الذي كل همه "السبق الصحفي"، بغض النظر عن الجوانب الأخرى للخبر من حيث صحته ودقة المعلومات واشتماله على مقومات الخبر (ماذا، ولماذا، ومتى، وأين، وكيف، ومن) وقبل هذا كله الأمانة والمصداقية.

إنَّ النقد السلبي المتكرر والموجه، سلاحٌ يفتك بالمشاريع الرياضية الناجحة، بل ويزعزع الثقة بين مكونات منظومة كل رياضة، وما أحوج رياضتنا -خاصة رياضيينا- اليوم إلى التحفيز والدعم الإعلامي لتأثيره المباشر على معنويات الرياضي، وضمان تألقه وديمومته منذ بداياته وحتى تحوله إلى فني أو إداري مسؤول.

وفي المقابل، فإنَّ بناء جسور الثقة والحوار والشفافية باتت ضرورة ملحة، وهنا ينبري دور الدوائر واللجان الإعلامية بمؤسساتنا الرياضية في إبراز برامجها وانشطتها وأعمالها وإنجازات الرياضيين، وهذا ما لا يلمسه الإعلام الرياضي من قبل هذه الدوائر أو المؤسسات الرياضية، فكل ما يُرسل ويُبث إنما هو خبر ضحل ركيك ومقتضب ومكتوب بصياغة لا تمُت للصحافة بشيء، وغالب محتواه اجتماع الأعضاء او سفرية لأحدهم أو تنظيم وحضور مؤتمر وندوة.. طيب، وماذا عن نقاط القوة والضعف والخلل التي تعاني منها المؤسسة؟! هذا يبقى طي الكتمان ومن المحرمات، فقط لأنني لا أثق في قدراتي وإمكانياتي كمسؤول أو منتسب لهذه المؤسسة.

أعتقد جازما أنَّ وجود إعلاميين مهنيين بدوائر إعلامية متخصصة تتعاطى بمهنية داخل المؤسسة وتمكينهم سيخلق بيئة ودورة عمل سليمة وصحية ومعلنة، خاصة إذا استطاعت أن تبني جسرا مسلحا بالصدق والشفافية والحوار الهادف مع الإعلام الرياضي المسؤول. أما ما يحدث اليوم فإننا في "الرؤية" لا نلقي بالا للأخبار الجافة بالمؤسسات الرياضية، فلا تتكلفوا عناء إرسالها  للنشر فهذه لن تنشر، وإلى جمعية الصحفيين ولجانها بما فيها الرياضية أقول: "نحتاج إلى الصقل والتمكين لا إلى الرحلات والتخييم".