عندما انتهجت الدولة منهج التنويع الاقتصادي كانت تسعى للاستفادة من كل الموارد التي تزخر بها السلطنة، وقد حققت هذه الاستراتيجية إنجازات عدة سنلمس أثرها في المنظور القريب؛ إلا أنّ ذلك النجاح لم يدفع حكومتنا الراشدة لإغفال تطوير النفط؛ المورد الأساسي في عمان. وخير شاهد على ذلك دخول مشروع "رباب - هرويل" التابع لشركة تنمية نفط عمان مرحلة التشغيل الفعلي قبل شهرين من موعده المحدد بإنتاج الغاز من أول 4 آبار حمضية؛ مما يعد إنجازاً كبيرا لهذا المشروع التطويري العملاق والذي يجمع بين النفط والغاز.

والجميل أيضًا أنّ هذا المشروع الذي يوصف بأنّه الأضخم من حيث الكلفة الرأسمالية في تاريخ الشركة؛ أُنجز بأيدٍ عمانية ماهرة، تغلَّبت على كثير من التحديات اللوجستية التقنية والتشغيلية الكبيرة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ فالمشروع من خلال برنامج الأهداف الوطنية للشركة ساعد على تدريب نحو 200 عماني وفق أعلى المعايير الدولية؛ كما أنّ 50% من تكلفة الشراء أنفقت داخل السلطنة باستخدام سلاسل الإمداد المحلية، بالإضافة إلى مساهمته في توفير فرص عمل لموردين محليين وشركات عمانية أخرى.