مفهوم تطوير الأزياء

 

أمل الريامية

** مصممة أزياء

@darzafaf

يُعد تصميم الأزياء فنٌ كسائر الفنون الأخرى، لا يأتي إلا عن ميول وحب ورغبة حتى تتكوَّن الموهبة لدى الشخص. وهو فنٌ تطبيقي، عملي، مُتغيِّر وليس ثابت بل يتغير حسب البيئة والزمان والمكان والثقافة.

وللنفسية دور كبير في ذلك، فهو دائماً متجدد ومتنوع بداية من استخدام أمَّنا حواء وأبينا آدم ورق الشجر لتغطية أجسادهم، ولبسهم لاحقاً جلود الحيوانات وفرائها بعد أن تعلَّموا الصيد.

كانت الملابس قديماً، تُخاط من قِبل ربَّات البيوت لأهداف الستر وحماية الجسم ونظافته، أما الآن فهناك أهداف كثيرة لهذا المجال ووفق قواعد وأسس مدروسة.

ونظراً لأهمية تصميم الأزياء في حياتنا فلابد لنا أن نسعى كمختصِّين في تصميم الأزياء إلى تقديم ما هو جديد يواكب العصر، ويليق بمجتمعاتنا العربية، ويوازن بين عاداتنا وتقاليدنا من جهة وبين تطوُّر المجتمعات من جهةٍ أُخرى، فكلما تطورت آلات الخياطة وظهرت أخرى لتضيفَ جماليات للأزياء كلما كانت هناك فرص أكبر للإبداع، وأن يكون الغاية من عمل القطعة الملبسية هدف معين وليس مجرد زي يُلبس فقط.

ولكن لكثرة تعدد الجنسيات في المجتمع الواحد، وما نراه الآن من كثرة وانتشار بيوت الأزياء المختلفة في مجتمعاتنا العربية فقد كان له الأثر الكبير بالسلب والإيجاب على الذوق العربي وإخراج أزيائنا العربية من الإطار الذي كانت عليه.

ونظراً لأن كل مجتمعٍ له خصوصياته، التي تظهرُ في عاداته وتقاليده وثقافته ولباسه، فإن تطوُّر الملابس لا يمكنُ أن ينفصل عن خصوصية المجتمع، وتاريخه، على سبيل المثال فقد بدأت حركة تطوير الأزياء قبل الثورة الفرنسية وذلك حتى تتميز الطبقة الأرستقراطية عن عامة الشعب في أزيائها ونوعية الخامة المستخدمة، وفي نهاية القرن التاسع عشر نشطت الحركة في تطوير الأزياء الأوروبية، وظهر العديد من المصممين ومن أوائل المصممين المصممة الفرنسية كوكو شانيل وقامت برسم خط جديد للموضة يتجه إلى تبسيط الأزياء وعلى نهجها مضى أيضاً المصممون الأوروبيون أف سان لوران وكرستيان ديور وأرماني وجيفنشي، وتوالى تطور الأزياء منذ تلك الفترة حتى يومنا من أجل راحة المرأة وأناقتها وعدم تقيدها بزي يعيق حركتها.

وما يلفت النظر أننا نجد لجوء بعض المصممين الأوروبيين إلى الاستفادة من مميزات الزي الشرقي وإضافته إلى أزيائهم لإعطائها لمسة جمالية.

إذن فإن تطوير الأزياء مستمر يوما بعد يوم ولكن يجب التركيز على نقاط عدة ومنها ما يناسبنا كمجتمع عربي مسلم، نعم نُطور في الأزياء ونُجملها لمواكبة العصر ولكن علينا ألا نفقد السمة الأساسية لأزيائنا الوطنية، لأنها جزء لا يتجزأ من حضارة وتاريخ أمتنا العريقة.

.. ودمتم في أناقةٍ ورقي.

 

 

 

 

 

    

تعليق عبر الفيس بوك