صيف ساخن

 

حسين بن علي الغافري

 

بعد أيام قليلة تنطلق مُنافسات بطولة كوبا أمريكا في نسختها الجديدة وهذه المرة على أرض السليساو البرازيل. البطولة على أرض ريو دي جانيرو تعني أن المطالبات الجماهيرية هُناك تضاعف حدة بقاء الكأس دون خروجها وبالتالي مضاعفة في المنافسة أكثر بعد إخفاق المنتخب في عام ٢٠١٤م، وخروجه بنتيجة ثقيلة في المونديال العالمي وأمام من؟ أمام الألمان. هذه المرة تدخل البرازيل بأسماء لا نقول بأنها تعتبر الأميز عالمياً، فحتى نجمهم الأول والسوبر ستار نيمار سيغيب عن البطولة، وبالتالي نحن أمام منتخب جيد وذو فنيات عالية ومع مدرب يُدرك إمكانيات فريقه وهو ما سيدفعنا لرؤية منتخب جماعي أكثر من كونه منتخب نجوم. البرازيل هذه الفترة تعيش واحدة من أقل فتراتها الذهبية خصوصًا بعد عام ٢٠٠٢م وحتى ٢٠١٠ ورحيل الأسماء المعروفة. البرازيل لا نقول بأنها قادرة على تحقيق اللقب بقدر ما هي مطالبة بذلك!. ولكن برؤية الأسماء التي يضمها الفريق ندرك تماماً أن المهمة لن تكون بتلك السهولة ولا ينبغي رفع سقف الطموح بشكل مبالغ فيه. ومع هذا وذاك تعودنا أن نؤمن بأنَّ المنتخب البرازيلي يمتلك من الخبرة ما يكفي ليواصل المشوار، وهو قادر على صناعة المجد. فضلاً عن أنَّ البطولة بوقتها لإعادة الثقة في المنتخب وأن ما مرّ به خلال الأعوام الماضية مجرد كبوة جواد أو استراحة مُحارب. والبطولة فرصة مناسبة لإعادة الروح في الجيل الجديد وقدرتهم على صنع تاريخ آخر صنعه أسلافهم من قبل.

 

***

مع ميسي والأرجنتين تعود الضغوطات أكثر سواء من ناحية المجموعة بشكل كامل أو من جانب النجم الأول ليونيل ميسي. الأرجنتين أكثر منتخب يبدو ضبابياً للمتابع، فمن يرى حجم الأسماء التي تنشط في كبرى الأندية الأوروبية يدرك تماماً أن خيارات أي مدرب قد لا تبدو صعبة. كل مركز هناك ما لا يقل عن ثلاثة نجوم بإمكانيات فنية عالية. فكيف لهذا الفريق وهذا الجيل أن يبقى مترنحاً باستمرار ومع مدربين مختلفين؟ كيف لميسي أن يختتم مشواره مع التانغو دون ألقاب، وعلى العكس يخرج مبكراً؟. عموماً هذه البطولة مناسبة أخرى يخوضها النجم الأرجنتيني مع منتخب بلاده لإثبات نفسه بأن نجاحه مع برشلونة له الفضل الأكبر، مناسبة جيدة تعيد ثقة جماهيره الأرجنتينية به، ومناسبة جيدة كذلك للدعم الإعلامي المساند له في كتالونيا في المطالبة بمنحه كرة ذهبية جديدة ولو أنني لا أشك بأنه سيحققها بسهولة إذا ما حققت الأرجنتين هذا اللقب. خصوصاً وأنه بحاجة لذلك بعدما خسر برشلونة أمام ليفربول برباعية وودع المشوار، ومن ثم خسر نهائي الكأس أمام فالنسيا!. وإلا فإن مطالبات منح الهولندي فان دايك الذي على أعتاب لقب دوري الأمم الأوروبية أمام البرتغال، وحقق لقب دوري أبطال أوروبا. فضلاً عن أنه أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي هذا الموسم. وبالتالي أحقيته للقب تبدو أكثر إنصافاً قياساً بالأداء والنتائج والألقاب.

 

***

البطولة كذلك مناسبة لنجوم آخرين من أجل الترويج لمستوياتهم بشكل أكبر بعد فترة من التراجع. أولهم دون شك يأتي البرازيلي كوتينهو الذي يمر بفترة صعبة مع برشلونة، لم ينسجم مع المجموعة ولم يقدم المستويات المعهودة عنه. ولا ننسى أن البرازيلي كان النجم الأكبر في منتخب بلاده العام المنصرم في كأس العالم بروسيا وتألق بشكل ملفت، وهذه المرة أمام تحدي جدي لإثبات أن وضعه ببرشلونة ما هو إلا عدم توظيف جيد من مدربه أو عدم راحة لموقعه في الميدان. كوتينهو ومع غياب زميله نيمار بات الحِمل أثقل عليه وهو إما أن ينهض بنفسه وبمنتخبه أو ينتكس أكثر وقد تتضاءل حتى فرص انتقاله إلى نادٍ آخر من الطامعين بالتعاقد معه. لا ننسى كذلك الكولومبي خاميس رودريغز والتشيلي ألكسيس سانشيز هؤلاء من بين أهم اللاعبين الذين بحاجة لمثل هذه البطولات لإحياء ذواتهم المفقودة مع أنديتهم وإعادة فرص تواجدهم مع تحديات جديدة مستقبلاً.