أحمد السلماني
المتبحر في عالم رياضتنا العمانية والباحث في كواليسها وسراديب منظومتها يدرك حقيقة أنّها تعيش حالة من "الانفصام على الذات"، بمعنى أنّها غاية في التنظيم والهيكلة الإدارية على الورق والتشريعات حتى ليخيل إليها أنّها وصلت الغاية من الكمال، لكن ما إن يسقط ذلك على الواقع وفي المؤسسات والميادين ستتملكه الدهشة من حالة الترهل الإداري والقيمة الفنية المتواضعة خاصة بالأندية إذا ما قورنت بالمناصب الإدارية وتشعبها بالمؤسسات الرياضية.
وتتربع على المشهد في كافة المؤسسات الرياضية دونما استثناء شخصيات اعتادت أن تتطفل وترتع داخل المنظومة الرياضية دونما اكتراث لمدى كفاءتها وقدرتها على الإدارة العلمية السليمة للمؤسسة التي تديرها، هنا فقط يدرك هذا المتبحر السر وراء تواضع النتائج في المناسبات والبطولات الكبرى ولا أتحدث هنا عن بطولات الوهم.
باختصار، هذه التي ترتع وتنخر في هيكل المنظومة الرياضية العمانية مستفيدة أولا وتاليا من هكذا وضع وتدرك يقينا أن أي تغيير سوف يتقاطع ومصالحها وبالتالي لا يهمها بالمطلق سمعة الوطن ولا تكترث بالرياضيين، إلا "ثلة من الأولين وقليل من الآخرين".
وحتى لا أتهم بالسوداوية فإنّ مجموعة لا بأس بها من الشباب المتسلح أكاديميا بدأ في الانخراط ضمن هذه المؤسسات الرياضية وينحت في الصخر لتغيير الواقع بعد أن أدركت وزارة الشؤون الرياضية ضرورة الزج بالشباب في بعض اللجان التي تم تعيينها والتعويل عليها في تغيير الصورة النمطية للإدارة الرياضية بالسلطنة، كما ولا أعلم أين اختفى "مركز إعداد القيادات الرياضية" أم أنّ "الأكاديمية الأولمبية العمانية" باتت هي البديل؟.
أيًا كان فإنّ تأهيل القيادات والإدارات الرياضية بات ضرورة ملحة يفرضها الواقع الرياضي إقليميا وقاريا ودوليا إن أردنا مواكبة ركب الدول المتفوقة رياضيا.
إنّ وضع برنامج شامل وواقعي يهدف لتنمية كفاءة وقدرات الإدارات والقيادات الرياضية ويتناسب وحاجة الرياضة العمانية في التطوير سوف يحقق معدلات نمو عالية في النتائج بالميادين الرياضية إذا ما علمنا أنّ السلطنة تزخر بفئة عمرية شابة وفتية تتجاوز 60% تقريبا بإمكانها ضخ طاقات وأفكار جديدة تنقل الواقع الرياضي الحالي إلى درجات عالية من التفوق والإجادة وإنّ فضاءاتها الإبداعية والخلاقة سيمكنها من إدارة المنظومة الرياضية وفق الإمكانيات والموارد والبنى المتوفرة حاليا.
مجددا نقول إنّ شبابنا الوقاد بحاجة للفرصة لا أكثر ومرة بل ومرات نقول "ليرحل الأوصياء" ويكفي ما اقترفوه من إثم بحق الرياضة العمانية، رياضتنا لا تحتاج إلى لجان فهي متخمة بالهياكل الإدارية ولجان "ضرب الغوازي" بل عقول شابة مبدعة وخلاقة وطموحة تنشد أعلى سلالم ترتيب الميداليات وليس "رفرفة الأعلام والرايات".