"بلومبرج": قطر نجحت في التغلب على "الحصار" بسهولة

ترجمة- رنا عبد الحكيم

ذكرت وكالة بلومبرج الإخبارية أن قطر نجحت في التغلب على ما سمته "الحصار الاقتصادي" الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر قبل عامين، على خلفية اتهامات للدوحة لعلاقاتها مع إيران وجماعة الإخوان المسلمين.

وتقول دول المقاطعة إنها اتخذت هذا الإجراء بسبب علاقة قطر بإيران وجماعة الإخوان المسلمين. لكن بلومبرج تعتبر أن هذا الإجراء يندرج في إطار منافسة كبرى الزعامة العربية. وترى الوكالة أنه يجب أن يكون إنهاء "الحصار" أولوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرة أنه إلى جانب الانقسامات الطائفية والسياسية في العالم العربي، ليس هناك ما يضر بالمصالح الأمريكية أكثر من هذا الانقسام. وحتى الآن لم تتحقق أهداف هذه الدول، لكن على النقيض من ذلك، أصبحت قطر أكثر اعتمادا على إيران نظرا لنقص إمدادات الغذاء من دول الحصار وتعليق الطيران مع بعض الدول.

وأوضحت الوكالة أنه على الرغم من محاولات بعض الدول للتوسط لحل الخلاف الخليجي، إلا أنها لم تحقق أية نتائج ملموسة.

وبالنسبة لترامب فإن الجمود في العلاقات يعرقل سياسته الأوسع في الشرق الأوسط، ولاسيما الإجراءات الاقتصادية الضاغطة بشدة على إيران. وبحسب بلومبرج، تتطلب المواجهة الفعالة مع إيران و"وكلائها" أن تصطف الدول خلف الولايات المتحدة. وبدلا من ذلك، تجد أمريكا نفسها في خضم نزاع عربي داخلي، رغم أن المملكة العربية السعودية من أهم حلفائها في المنطقة، وقطر تستضيف قاعدة جوية أمريكية عملاقة وتمثل القيادة الأمامية للقيادة المركزية الأمريكية في المنطقة، وهو أمر ضروري للضغط على إيران. وتعتقد بلومبرج أن هذا الشرخ في العلاقات العربية العربية أعاق جهود ترامب لإنشاء "الناتو العربي".

وترى الوكالة أن حل هذا النزاع أمر ضروري، والولايات المتحدة ستكون الوسيط الطبيعي لإنجاز المصالحة الخليجية. ولسوء الحظ، وبعد بعض الأحداث، تخلت إدارة ترامب عن جهودها للتدخل. واستقال أنتوني زيني المبعوث الخاص لهذه المهمة في وقت مبكر من العام الجاري، بعد أن فشل في التوصل إلى أي نتيجة مع قطر وإيران أو الحصول على الكثير من الدعم داخل واشنطن، ورغم استقالته إلا أنه لم يتم تعيين خلف له.

وترى الوكالة أنه يتعين على ترامب الآن مضاعفة جهوده لتحقيق المصالحة، وعليه أن يذكر- إذا لزم الأمر- مباشرة لأمير قطر وولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن إنهاء الصدع أولوية للولايات المتحدة. كما يجب عليه تعيين مبعوث جديد خلفا لزيني وأن يكون شخصية ماهرة تحظى بمكانة سياسية. وعليه أيضا- بحسب بلومبرج- أن يضغط على دول "الحصار" لإسقاط ما وصفتها بـ"القائمة المتطرفة والهجومية المتعمدة" للمطالب التي طلبوها من قطر. ويحتاج القطريون من جانبهم لأن يقدموا تطمينات مقنعة بأنهم لن يسمحوا للعلاقات مع لإيران بتهديد جيرانهم.

واختتمت الوكالة في افتتاحيتها بالقول إن "الوحدة والعزم أمران ضروريان لتقييد أنشطة إيران الخبيثة، التي حددتها إدارة ترامب بصفتها أكثر القضايا إلحاحا في الشرق الأوسط، ولا أنه لا وقت أفضل للولايات المتحدة من الآن للضغط من أجل إنهاء الحصار".

تعليق عبر الفيس بوك