كاميرات الأعراس

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

مناسبات الأعراس وجميع المناسبات الجميلة لم تكتمل ما لم توثق بالصور وبالفيديو، فهذه المناسبات لا تتكرر.

فالبعض يُقيم هذه المناسبات في القاعات المخصصة للأعراس والحفلات والمناسبات، والبعض الآخر يُقيمها في المنتجعات والشاليهات والمزارع، والبعض الآخر يقيمها في المنازل، وفي جميع هذه الأماكن يتم توثيق الحدث بالصور والفيديو، سواءً بواسطة محلات تصوير المناسبات، أو بواسطة مصورات محترفات، أو هاويات مقابل مبلغ من المال.

العروس والمدعوات يكن في كامل زينتهن، ومعظم الحضور يكنَّ حاسرات الرؤوس، والبعض منهن يظهرن أجزاء من مفاتنهن كون الحضور من النساء، ولا وجود للرجال سوى عند دخول العريس، وقبيل دخوله يتم الإعلان بأن العريس قد وصل، فبعض النساء وأخص المحافظات والملتزمات يتسترن ويلبسن جلابيبهن، لكن المصورات وثقن الحاضرات بالصور والفيديو وهن بكامل زينتهن.

وهنا أود التنبيه إلى نقطة مُهمة، وهي أنَّ المصورة سوف تأخذ الصور إلى معملها سواءً في محل التصوير، أو في المنزل، وهناك احتمال في أن يطَّلع الرجال على تلك الصور، سواءً في المحل وهنا سيكون المصورون الرجال والفنيون في الحاسوب الذين سيتولون عملية تعديل الصور بالفوتوشوب، وتجهيز الصور والألبوم الذي سيُسلم للعروسة حسب الاتفاق فيما بينهم، والمسلَّم به والأكيد أنَّ النسخة الأصلية من هذه الصور محفوظة في ذاكرة الكاميرا ونسخة منها في الكمبيوتر الخاص بشركة التصوير، وهنا تكمن المشكلة .

أما إذا كانت المصورة محترفة أو هاوية وليس لديها محل فإنِّها ستعرض الصور في جهاز الكمبيوتر الخاص بها في المنزل، وستقوم بتعديل الصور أمام زوجها، وربما إخوانها فتطلع الأسرة بكاملها على الصور، ولا أعمم فهناك مصورات ملتزمات ومحافظات، ومن المستحيل أن يطلع على عملهن أي من الرجال مهما كلف الأمر، فهذه أمانة.

والحل أن يتم اختيار المصورات الملتزمات والمحافظات إذا عُرفن، أو يتم الاتفاق مع مصورة ويتم التصوير على ذاكرة خاصة بالعروس تسلَّم للعروس فور الانتهاء من التصوير، ولا يخلو منزل من وجود متخصص في الأمور التقنية لتعديل الصور، ولكن هنا توجد مشكلة أيضاً، وهو أنَّ أقارب العروس لا حرج عليهم في رؤية الصور، ولكن تبقى المدعوات اللاتي أظهرن مفاتنهن، وأطلقن شعورهن مما لا يجب أن ينظر إليهن إلا قريب.

الخلاصة أنَّه يجب أن تتنبه المدعوات إلى كاميرات التصوير، وألا يظهرن مفاتنهن ولا يكشفن رؤوسهن في مثل هذه المناسبات حفاظاً على خصوصيتهن وكرامتهن.

فديننا الحنيف أمر المرأة بالستر في المنزل أو خارجه، وهذا ينطبق أيضاً على الرحلات الترفيهية في المزارع المؤجرة، حيث تقوم بعض النساء بالسباحة في أحواض السباحة.

نسأل الله الستر والسلامة، وأن يحفظ الله نساء المسلمين.