عمرو عبد العظيم
يعتبر محور البنية التحتية من أهم المحاور التي قامت عليها الخطة الأمريكية لتكنولوجيا التعليم وبها يكتمل آخر محاورها في هذا المقال، وهو بالفعل يُعد الأساس الذي يمكن من خلالها بناء تعليم قائم على توظيف التكنولوجيا بالطريقة الصحيحة، حيث يتفاعل باقي المحاور مع بعضها البعض ويؤثر فيها جميعًا محور البنية التحتية التكنولوجية أو الرقمية، فعندما تتوفر بنية تحتية تكنولوجية قوية يمكن لنا دعم وتفعيل الممارسات التعليمية بجميع أشكالها الرقمية، وتكون محور البنية التحتية من عدة عناصر تم تحليلها ومقارنتها بما يقابلها في سلطنة عمان ومنها ما يلي:
المحور الأول: الاتصال في المدرسة، حيث يعد الاتصال والوصول إلى الانترنت في المدرسة من أساسيات النظم التعليمية حول العالم اليوم وقد أشارت الخطة الأمريكية إلى مبادرة في مجال الاتصال الشبكي في المدارس وهي (Connect ED) مبادرة هدفت لجعل 99 بالمائة من الطلاب في البلاد قادرين للوصول للإنترنت بمعدل 100 ميجا في الثانية على الأقل لكل 1000 طالب مع سرعة مستهدفة تبلغ 1 GB في الثانية وذلك عام 2018 فالحكومة الفيدرالية قامت بجهود لدعم لمؤسسات المحلية وقدمت لهم المساعدة من أجل تنفيذ خطوات سريعة لتحقيق الهدف وتحسين سرعة الوصول إلى الإنترنت.
وحول التزام المؤسسات التي تعد جزءًا من شبكة انترنت المستقبل القوية فقد قامت بدعم المدارس خلال هذا التحول، ونجد أنّ الوضع الحالي في السلطنة فيما يخص موضوع الاتصال في المدرسة وسرعة الانترنت نجد أنّ هناك جهودا تسعى إلى تطوير شبكات الانترنت وتقوية الشبكات اللاسلكية وهناك مبادرات في هذا الصدد وهي كالتالي:
أولاً: مشروع قائم على توفير شبكة داخلية ترتبط بها جميع الغرف الصفية والإدارة ومختبر الحاسب الآلي ومركز مصادر التعلم بشبكة ذات جودة عالية تصل حتى 10 GB لكل نقطة لتلبية احتياجات التعلم الرقمية وخدمة المصادر التعليمية المفتوحة بالشكل المطلوب.
ثانيًا: مشروع يهدف إلى توفير خطوط انترنت سريعة سواء بالألياف البصرية أو بتقنية LET وتصل سرعة الخطوط الحالية بين 4 إلى 30 MB مع وجود خطة خلال العام القادم رفعها إلى 100 MB للخدمات التي تقدم عن طريق الألياف البصرية.
ونرى أنّه يجب على القطاع الخاص المساهمة في دعم عملية الاتصال في المدرسة وفق خطة تضعها الوزارة للوصول إلى سرعات جيدة تمكن المعلمين والطلاب من تحقيق مستويات عالية من الأداء وفق الأدوات التي تتطلب الوصول إلى الانترنت.
المحور الثاني: الخصوصية وحماية بيانات المتعلمين: استخدام بيانات المتعلمين أمراً بالغ الأهمية وحاسماً في عملية التعلم والتحسين المستمر وقامت الخطة الأمريكية بمناقشة العبارات التالية:
- لابد للمعلمين والقائمين على إدارة بيانات المتعلمين أن يتصرفوا بمسؤولية عالية تجاه تلك البيانات.
- يتعين على مدير المدرسة ومطور البرامج التعليمية أن يدركوا كيف تؤثر خصوصية البيانات وسريتها وكذلك الممارسات الأمنة على المتعلمين.
- المناطق التعليمية والمدارس عليها الالتزام بإبلاغ المتعلمين وأسرهم بنوع البيانات المتاحة للمتعلمين في المدرسة.
- المؤسسات التعليمية والمدارس يجب أن يكون لديها سياسات للوصول لبيانات المتعلمين وأن المتعلمين وأسرهم مدركين حقوقهم والمسئوليات المترتبة على جمع البيانات.
- يجب ألا تتضمن السياسيات فقط الخدمات التعليمية عبر الإنترنت ولكن أيضاً العمليات غير الرسمية مثل الموافقة على تنزيل التطبيقات على الأجهزة اللوحية والمحمولة.
- تحديد المتطلبات والممارسات والأساليب المستخدمة عند الولوج إلى الخدمات التعليمية عبر الإنترنت والتي تعمل على حماية خصوصية المتعلمين.
وعند دراسة الواقع العُماني حول مدى وجود قوانين ووثائق في الشأن المتعلق بالخصوصية وأمن المعلومات، تعتبر حماية البيانات للمتعلمين في السلطنة في مراحلها الأولى وبدأت العديد من المؤسسات في تطوير هذه القوانين والأنظمة المنظمة لقطاع إدارة وحماية البيانات حيث أصدرت هيئة تقنية المعلومات عبر المركز الوطني للسلامة المعلوماتية عدد من القوانين للمؤسسات تعمل على إرشادهم لأهمية حفظ البيانات وإدارتها، بهدف تسهيل استخدام المعاملات الإلكترونية وتعزيز ثقة الأوساط بالمجتمع المدني كذلك توفير الحماية لمختلف الجهات وذلك من خلال الاستخدام الرسمي والشخصي لتقنية المعلومات والاتصالات، والتعامل مع الموضوعات المتعلقة بالتوقيع الإلكتروني والاستدلال لرسائل البيانات وحماية خصوصية الأفراد المستخدمين للمعاملات الإلكترونية ولا سيما هذا الأمر ينطبق على المؤسسات التعليمية وقدرتها على إدارة البيانات وخصوصية بيانات المتعلمين.
وختامًا فإنّ البنية التحتية التكنولوجية تعد من أهم مكونات عملية التحول الرقمي للمنظومة التعليمية والتي تحقق من خلالها تكاملاً مع باقي العناصر مثل التعلم الرقمي والتدريس والتقويم والقيادة الرقمية، من أجل الوصول لاستخدام وتوظيف أكثر فاعلية للتقنيات الرقمية لتطوير مخرجات المنظومة التعليمية.
Amrwow2010@gmail.com