الأقدار.. والتقدير

طالب المقبالي

 

يستبشرُ الناس بقدوم المطر، فعندما تُعلن المديرية العامة للأرصاد الجوية -من خلال صور الاقمار الاصطناعية- تأثُّر أجواء السلطنة بأخدود من منخفض جوي، فإنَّ المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعدِّدة يكون في أوج الجاهزية لمواجهة أي أخطار قد تتسبَّب فيها الحالة؛ فيتم إصدار التنبيهات للمواطنين والمقيمين على حدٍّ سواء.

وقد ذكرتْ المديرية العامة للأرصاد الجوية -في بيانها الأول- أنَّ آخر تحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة يُشير إلى تأثر أجواء السلطنة بأخدود من منخفض جوي يتمركز وسط شبه الجزيرة العربية اعتباراً من يوم السبت الموافق 18 مايو إلى يوم الأربعاء 22 مايو. فمثل هذه التنبيهات والتحذيرات تم نشرها عبر المواقع الرسمية لمراكز الرصد والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، وقد تَداولها الناس من مواطنين ومقيمين عبر مجموعات الواتساب؛ مما يُوْحِي بأنَّ الجميع على أهبة الاستعداد لأي طارئ، وفي انتظار بشائر الخير.

وقد تضمَّن البيان في نهايته التنبيه من قبل الهيئة العامة للطيران المدني إلى أخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن مجاري الأودية والأماكن المنخفضة، والتأكد من حالة البحر قبل ارتياده.

إلا أنَّ جميع هذه التنبيهات والتحذيرات والعلم المسبق بالحالة الجوية، لم تمنع من وقوع الحوادث المؤسفة التي وقعت وتسبَّب في حوادث الغرق وانجراف المركبات؛ وذلك نتيجة عدم تقدير مدى الخطورة في مجازفة عبور الأودية؛ مما تسبَّب في وفيات عديدة من مواطنين ومقيمين.

وفي إطلالة سريعة على حساب الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، عبر تويتر، نجد حوادث عديدة قد وقعت، وقد بذلت فرق الإنقاذ بإدارات الدفاع المدني والإسعاف بالمحافظات جهوداً كبيرة من أجل إنقاد العديد من المواطنين والمقيمين الذي تعرضوا لانجراف مركباتهم أو تم احتجازها في مياه الأودية.

ففي محافظة شمال الشرقية، بذلت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف -وبالتعاون مع قيادة شرطة المحافظة- جهوداً كبيرة في البحث عن العائلة المكوَّنة من ستة أفراد من إحدى الجنسيات الآسيوية، الذين انجرفت مركبتهم في وادي بني خالد.

كذلك تعاملت فرق الإنقاذ بإدارة الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة مسقط مع بلاغ احتجاز عدد أربعة أشخاص في مركبة بوادي الخوض، والذين تم إنقاذهم بلطف من الله تعالى، ومن ثم الجهود المخلصة التي بُذلت في سبيل إنقاذهم.

وفي محافظة الظاهرة، تمكنت فرق الإنقاذ بإدارة الدفاع المدني والإسعاف بالمحافظة، وبالتعاون مع المواطنين، من إنقاذ عائلة من ستة أشخاص احتجزوا بداخل مركبتهم في ولاية ينقل.

وذكرتْ الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف -عبر حسابها في تويتر أيضاً- احتجاز خمسة أشخاص بداخل مركبة في ولاية سمائل بمحافظة الداخلية، وبسبب صعوبة وصول أجهزة الإنقاذ تم الاستعانة بطيران الشرطة، وتم إنقاذهم والحمد لله.

كما تمكَّن فرق الإنقاذ بإدارة الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة الداخلية من إنقاذ عائلة مكونة من خمسة أفراد إثر احتجاز مركبتهم في ولاية منح.

كذلك تمكنت فرق الإنقاذ بإدارة الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة الداخلية من إنقاذ ستة أشخاص من الجنسية الآسيوية إثر احتجازهم في وادي كرشى بولاية نزوى. وهناك احتجاز لعائلة مكونة من ثلاثة أشخاص بوادي حي العين بالقرب من مجمع نزوى الرياضي بولاية نزوى، واحتجاز لشاحنة من نوع قاطرة ومقطورة بها شخص في الوادي بعد دوار المضيبي باتجاه سناو، واحتجاز شاحنة بوادي نام وبها عدد ثلاثة أشخاص من جنسية آسيوية، واحتجاز 4 مركبات بوادي الصرمي بولاية صحم، وتم إخراج من بداخلها من قبل المواطنين، وانجراف مركبة بوادي الأخضر بسمد الشأن، وتم إخراج من بها من محتجزين عن طريق المواطنين. وانجراف ثلاث مركبات بوادي البطحاء بنيابة سناو واحتجاز أشخاص بداخلها.

هذه الإطلالة السريعة لم تتعدَّ بضع تغريدات نشرتها شرطة عُمان السلطانية والهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، عبر حسابهما الرسمي في تويتر. هذه الحوادث المؤسفة تتكرر مع كل حالة جوية تشهدها السلطنة، فتتحول الفرحة في كثير من الأحيان إلى أحزان، فمتى نتعامل مع مثل هذه الأنواء بوعي وتقدير لخطورة المغامرة؛ درءًا لأية مخاطر؟!!!