الحشمة في اللباس

 

المصممة/أمل الريامي

@darzafaf

لو تأملنا الأزياء العربية وما تحتوي من جماليات من حيث التصميم والألوان الزاهية والزخارف التي نقشت يدوياً، وحيكت بحب بأيادي الأمهات متماشيةً مع بيئتنا العربية، فهي تعتبر جزءًا من هويتنا الأصيلة التي تحمل طابع الحشمة بقصَّاتها البسيطة المميزة وتزداد جمالاً يوماً بعد يوم، مواكبةً للتطورات، ومحافظة على جمالها وهيبتها.

فإذا أردنا التعرف على معنى كلمة (لباس) لغوياً لوجدناها تعني ما يستر الجسد، أو ما يُلْبَس من كسوة، وحماية الجسد من الحرَّ والبرد.

ومن هنا جاء الستر في مُقدمة التعريف، يقولُ تعالى (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) الأعراف/26.

إنَّ المبالغة في تجريد أزيائنا العربية من هويتها بحجَّة التطور لا يُمكن أن يفسَّر ذلك بأننا نزيدها جمالا وجاذبية، بل إننا في هذه الحالة نسعى بلا شعور إلى طمس الهوية العربية، كما هو حاصل لدى الغرب حيث أصبحوا لا يتذكرون كيف كانت أزيائهم القديمة وما تمتلكه من جماليات في تصاميمها.

ذات مرة طلبت إحدى الزبائن تصميماً معيناً لا يتسم بالحشمة التي تُعرف بها أزياؤنا الوطنية، محاولةً إقناعي بأنَّ هذا النوع من اللباس يعتبر من الأزياء العمانية المطوَّرة، فأجبتها بالقول: اطلبي ما شئتِ من تصميم فذلك أمر يتعلق باختياراتك ولكن لا تنسبي هذا التصميم الذي لا يُراعي الأعراف والتقاليد لبلدك.

إننا نُطوِّر من أزيائنا ولكن يتحتم علينا نحن المصممين أن نعلم أن هناك خطوطاً أساسيةً، يجب ألا نتجاوزها وذلك حفاظاً على حضارة، وهوية، وتاريخ بلدنا العريق.

يظن البعض بأن جمال الفتاة يبرز عندما تكشف عن  جزء من جسدها وفي ظنها أنها تظهر للناس أنها متحضرة ولكنها في الحقيقة لم تبق لشخصيتها وجمالها شيئاً وإنما جرت خلف تقليعات وموضات دخيلة على المُجتمع.

ولذلك يجب علينا أن ننشئ جيلاً يعي مفهوم التطور وأن نكون متوازنين في اختياراتنا، وبتعقل، من حيث الأزياء التي نرتديها في حياتنا اليومية أو في المناسبات، لأننا في الوهلة الأولى نحكم على الشخص بما يرتديه من زي مهذَّب محتشم، ولأننا أيضاً ننتمي إلى ثقافة بلد عريق ذي حضارة أصيلة.

دمتم في أناقةٍ ورقي...، 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك