شجاعة عمر بن الخطاب وعدله يجسدها برنامج أيام الفاروق

 

الرؤية – وليد الخفيف

جسَّد البرنامج الديني أيام الفاروق السيرة الحسنة لعمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين وأحد أصحاب الرسول محمد صلى الله وعليه وسلم المُقربين، فكان رضي الله عنه واحدا من أشهر القادة في التاريخ الإسلامي، سلط البرنامج الضوء على حياته التي كانت نظاما ومدرسة تاريخية عظيمة، فاستخلص من سيرته الدروس والعبر مثل الشجاعة والصبر والحكمة والتفاؤل والجد والتضحية والإيثار وسداد الرأي وتطرق إلى عدله فكان قاضيًا عادلاً، فالعدل كان وسليته لبناء الدولة الإسلامية الحديثة.

 

ويأتي إقدام إذاعة الشباب على إنتاج البرنامج الديني انطلاقا من رغبتها في تعريف الشباب بأحد أبرز الشخصيات الإسلامية التي يتعين الاقتداء بها، برنامج أيام الفارق من إعداد وتقديم أحمد بن ناصر العبري ومن إخراج أسعد الرئيسي.

وتحدثت إحدى حلقات البرنامج عن حال المسلمين بعد إسلام عمر بن الخطاب، فاستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء النبي عندما قال عليه الصلاة والسلام "اللهم اعز الإسلام بأحد العمرين" ، فاعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب الذي أضاف للمُسلمين قوة وأعانهم على إقامة شعائرهم علانية، غير أن ذلك لم يدع رسول الله إلى إعلان الحرب على قريش، فالرسول تمتع بالحكمة والموعظة الحسنة، فلم يحاربهم رغم مواصلتهم عبادة الأصنام التي أحاطت بالكعبة.

وعندما أمر الرسول صلى الله وعليه وسلم أصحابه بالهجرة، لم يهاجر الفاروق عمر بن الخطاب كما هاجر النَّاس، فقد هاجروا سرا في جنح الليل خوفًا من بطش قريش، أما الفاروق فأخذ سيفه، وتسلح بسهامه وانطلق صوب الكعبة فصلى ركعتين، ودعا ربه وأهل قريش يرقبونه، ثم ناداهم معلناً أنه مهاجر داعيا اعداءه للنزال خلف الوادي إن استطاعوا..

ولم يجرؤ أحدٌ من قريش على مواجهته، فانطلق مع صاحبه عياش بن ربيعة نحو قباء، وما هي إلا أيام ليأتي لهم وفدٌ من قريش في مقدمتهم أبو جهل، يدعو عياش للعودة إلى مكه من أجل أمه، فيحن قلب عياش ويعتزم العودة معهم، فدعاه الفاروق للبقاء إذ كان مدركا لحقيقة أمر أبي جهل، فعرض عليه نصف ماله من أجل البقاء، مؤكدا له أنهم قدموا ليفتنوه عن دينه، غير أن عياش أبى واستأذنه في الذهاب إلى مكة والعودة بعد ذلك، فأعطاه الفاروق ناقته قائلاً له "أنها ناقة نجيبة قد تنجيك من مكرهم".

فكان الفاروق حريصاً على سلامة صاحبه غير أنَّ الأخير أصر على الرحيل مع كفار قريش، وكما توقع الفاروق، هجم أبو جهل وفريقه على عياش في الطريق فكبلوه بالأغلال ودخلوا به إلى مكة مقيداً، قائلين إنَّ هذا سفيهنا قد أتينا به من المدينة مكبلاً".

 

تعليق عبر الفيس بوك