إفطار الصائم

محمد قنات

يتسابق المسلمون في رمضان لإفطار الصائمين؛ لما له من أجر وثواب عند الله، وهي مُناسبة ينتظرها الكثير من أصحاب الأيادي البيضاء كل عام في رمضان، للحصول على أجر إفطار الصائم؛ لذا نجد في بعض المناطق مآدب الطعام التي يحرص البعض على تقديمها بصورة دائمة لينالوا الأجر والثواب، وهم يعلمون أنَّ ثواب إفطار الصائم كبير عند الله سبحانه وتعالى؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا".

وإنَّه لعمل جميل أن تُطعم جائعًا، خاصة وأنَّ الجوع من أكثر الأشياء التي لا يستطيع الإنسان تحمُّلها لفترة طويلة، كما يكون الجوع أكثر إيلاماً عندما يرى رب الأسرة أبناءه يشكون من الجوع، ولايستطيع أن يقدم لهم شيئا، يخرج من المنزل على أمل أن يعود لهم بشيء يسد ولو قليلا من جوعهم، كل هذه الأشياء تدعونا لأن نتفقد بعضنا البعض، خاصة وأن هنالك أسرًا متعففة لا يسألون الناس إلحافها، فمثل هؤلاء الأشخاص يجب أن نمُد لهم يد العون، ونتفقدهم، خاصة في الشهر الكريم شهر الصيام والأعمال الصالحات.

وفي الجانب الآخر، تنتشر في شهر رمضان الفضيل دعوات ومآدب تحتوي على أصناف من الأكل والشرب، وغالباً ما تكون مثل هذه الدعوات بغرض المفاخرة والمباهاة، والظهور بمظهر المقتدر أمام المدعوين الذين رُبما تربطهم به مصالح يسعى لتحقيقها من خلال إقامة مثل هذه الدعوات التي ينفق فيها أموالاً طائلة في الوقت الذي يوجد فيه أشخاص من أقاربه ومعارفه هم في أشد الحاجة؛ لأن يمد لهم يد العون، لكنه لا يفعل لأنه لا توجد مصلحة يمكن أن يجنيها من ورائهم. لكنَّه يجهل أن هنالك مصلحة وأجرًا كبيرًا سيطاله من رب العالمين إن أطعمهم وتفقدهم، كان سيعود عليه الأمر بالخير الوفير في الدنيا والآخرة، ولكن مثل هؤلاء الأشخاص تعمى بصيرتهم عن الأعمال التي يُمكن من خلالها أن يساعدوا الناس وينالوا رضا الله.

... إنَّ رمضان فرصة لكل مسلم لينطبق عليه قول المصطفى -عليه الصلاة والسلام- "إنَّ في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها؛ أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام"، فليس أجمل من إطعام الطعام للمحتاجين والصائمين وإفشاء السلام وقيام الليل، فإن منفعة كبيرة تنتظر المسلم وعليه ألا يفوتها.

تعليق عبر الفيس بوك