التصدّق.. سرًا وعلانية

 

محمد قنات

لا يحتاج الإنسان إلى وقت معين ليتصدق ولو بجزء بسيط من ماله لمن يحتاجه، بمعني أنه ليست هناك أوقات معينة للصدقة وأعمال الخير؛ لكن عندما تكون الصدقة في مكانها ووقتها تماماً فحتماً أجرها عظيم وكبير عند الله سبحانه وتعالى؛ حيث أمر الله تعالى في القرآن الكريم بإخراج الصدقات للفقراء والمساكين في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

يحرص الكثير في شهر رمضان على تقديم الصدقات وإعداد موائد الإفطار للصائمين، ويعتبر تقديم الطعام للصائمين في رمضان صدقة، والصدقة فيه مضاعفة، وكذلك له أجر الصائم في صيامه.

ويجب على المتصدق ألا يكلف نفسه كثيراً بما يجود به من صدقة فكل إنسان يتصدق حسب استطاعته وله ثواب ما تصدق به "وفي الحديث: (مَن تصدق بعِدْل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُها بيمينه ثم يُرَبّيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل).

كما أن الصدقة تكفير السيئات والذنوب وتطهر النفس وتزكيتها كما ورد في الحديث الشريف تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ومن فوائدها أيضا كما ذكر استظلال العبد المتصدق بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله. زيادة المال وبركته ونمائه بفضل الصدقة، وهي أيضاً وقاية للعبد من الشرور والمصائب.

ولكن بكل أسف نجد أنّ هناك من يتصدق رياء ويريد أن يصل من وراء صدقته إلى هدف معين وأن يترك سمعة طيبة وسط المجتمع حتى يحقق هدفا يصبوا إليه والمرأة في الإنفاق بأن يقوم أحدهم بعمل مؤتمر صحفي ويعلن فيه تبرعه بشراء منزل لفقير أو تكفله بعلاج أحد المرضى في الخارج وأن يعلن ذلك في الصحف أو وسائل الإعلام أو الاتصال وبذلك لا تكون الصدقة لوجه الله وإنما من أجل الشهرة أو الوصول إلى هدف وغاية معينة، ومنهم من يكرس كل صدقاته في تخصصات معينة حتى يصل إلى منصب سياسي أو وظيفة كبيرة.

ويجب أن تكون الصدقة من الأعمال التي لا يطلع عليها الآخرين وأن تكون لوجه الله تعالى وأن يبتغي بها مرضاة الله وقد جاء في الصحيحين: "سبعةٌ يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" وذكر منهم: "ورجلاً تصَّدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".

ومن هنا يجب أن نسأل أنفسنا هل كل ما نقوم به من أعمال تجاه الآخرين هل هي لوجه الله أم بحث عن أشياء أخرى نريد الوصول إليها بطرق ملتوية.

تعليق عبر الفيس بوك