عبادة وذكر .. لا سهر وسمر

محمد قنات

واهمٌ من ظنَّ أنَّ صيام شهر رمضان يتمثل في الامتناع عن الأكل والشرب منذ طلوع الشمس وحتى غروبها فقط، بل هو شهر تتجلى فيه كل القيم النبيلة التي حثنا عليها الدين الإسلامي، ولكن على خلاف ذلك فهناك ممن يتخذ من الشهر الفضيل فرصة للأكل والشرب والنوم والسهر والسمر، ليتحول رمضان لديهم إلى مناسبة لطيفة تنقضي بنهاية الشهر.. ولا شك أنَّ هولاء في غفلة من أمرهم تناسوا واغفلوا أياما معدودات لن تتكرر إلا بعد سنة كاملة، ومن يدري ما إذا كانوا سيعيشون لرمضان المقبل أم لا.

وفي شهر رمضان تكبل الشياطين وتصفد مردة الجن، وفيه الأجر مضاعف، لا يعرف فيه أهل التقوى الركون إلى النوم بقدر ما يطوعون كل لحظة فيه للطاعة فيعتمرون بقصد الثواب والتقرب بالطاعة للديان، وفيه يودعون الفرش الناعم إلى القيام والذكر وحضور حلقات التلاوة والفقه. ينفقون خلال هذا الشهر على فقراء الأمة وسائليها إنفاق من لا يخشى الفقر، خاصة وأن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، وهو ما يؤكد فضل الإنفاق في هذا الشهر الفضيل، وأعظم ما يجب أن يتوجه الإنسان إليه بالإنفاق أن يخرج ما فرض الله عليه من زكاة وصدقات.

لكن من أضاع رمضان بالمعاصي والآثام في سمعه وبصره ولسانه وجوارحه، فقد أضاع على نفسه فرصة التطهير ومغفرة الذنوب، وأهدر فرصة المغفرة الموعودة بل ربما أصابه ما دعا به جبريل عليه الصلاة والسلام، وأمَّن عليه النبي صلى الله عليه وسلم، كما يروي لنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: آمين آمين آمين، قيل: يا رسول الله: إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين، فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له دخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت: آمين. (رواه ابن خزيمة).

تعليق عبر الفيس بوك