د. ريم سليمان الخش | باريس
مَدٌّ مِنَ النُّورِ زاهٍ مالَهُ طَرَفُ
مُحمّدٌ في مَداهُ الياءُ وَ الألِفُ
//
مُحمّدٌ ياحبيبَ اللهِ ياسَندِي
مُحمّدٌ وَهُمُ وَهْمٌ وإنْ عرِفُوا .
//
هذا الحبيبُ على الرؤيا يُبشِّرُني
لأجعلَ العمرَ عَهْداً كُلهُ شَرَفُ
//
هذاالحبيبُ وهَلَّتْ مِنهُ تَزكِيَةٌ
أنِّي حفيدتُهُ ذا المُرسَلُ الأَنِفُ
//
قَد مَدّ نحويَ كفَّاً كي أُلامِسَهُ
وَأعبُرَ البحرَ أُزجِيهِ وأغتَرِفُ
//
يقولُ ياريمُ كونِي للسَّنا وَطناً
يكنْكِ بالحُبِّ لاشكٌ ولا أسَفُ
//
فَرُحت أنسابُ عن عزمٍ وعن ثقةٍ
وَخلفَ حِكمَتِهِ ..أنمُو وأأتلِفُ
//
ونورُهُ السَّمْحُ مِلءُ القلبِ يَملؤُني
كأنَّهُ الماءُ لاقاسٍ ولا جلفُ
//
برقٌ ورعدٌ وأحقادٌ مُخَبَّأةٌ
والغارُ دارٌ وصوتُ اللهِ مُنكَشِفُ
//
في الغارِ وحديَ حيثُ الكلُّ غادرني
وخَلَّفوني وماحنُّوا وماعَطَفوا
//
والحزنُ يقطرُ في قلبي ويغمُرُهُ
ويملأُ الخوفُ مَن في الغارِ قد وَقَفُوا
//
فاشكُر إلهكَ إنّ الكونَ مُعجزة
أشكُر إلهكَ في آلائِه شَغَفُ
//
تباركَ اللهُ رَبُّ العِشقِ مُبدِعُهُ
بخلقهِ العشقُ سِرٌ ليسَ ينكشِفُ
//
قلبُ المُحِبِّ بساتينٌ مُعَلقةٌ
كأنهُ النهرُ للأحبابِ مرتَشَفُ
//
قلبُ المُحِبِّ سماويٌ بفسحَتِه
لمَنبعِ الخيرِ مبذولٌ ومُلتهِفُ
*//
قد شاختِ الأرضُ هذا يومُ مَبْعَثِها
نحوَ الخلودِ ولا عَجزٌ ولا خَرَفُ
//
دربُ الوصولِ إلى الرحمن مَحشَرُنَا
وحولنا الرسلُ من أنوارهِم عُرِفُوا
//
وأجملُ النور نورٌ فيهِ نظرتُهُ
وأجملُ الحظِّ قرْبٌ مِلؤهُ شَغَفُ
//
وأنهُرُ الدَّمعِ تُجلي كلَّ شائبة
وذاك قلبيَ نَوَّارٌ به ... كَلِفُ
//
ليصبحَ القلبُ مُزداناً بأنهُرِهِ
ويغسِل الذنبَ لا إثمٌ ولا جَنفُ
//
ويضحك النجمُ في سعدٍ وفي سِعَةٍ
أسرار دورته.. تسبيحُ من دَنَفُوا
//
سبعونَ عِشقاً ودربُ العارفينَ رُؤىً
سبعونَ موتاً ومنهُ العطفُ واللُّطَفُ
//
بعضٌ من الموتِ يُدني يومَ لذَّتِنا
شهدٌ هو الوصلِ مسكوبٌ ومُغتَرَفُ
//
ودمعُ جُرحِك مُزنٌ لاجفافَ لهُ
يُطهِّرُ النفسَ لا كِبرٌ ولا صَلفُ
//
مرآةُ روحِكَ مثلُ الثلجِ عاكِسةٌ
نور المحبةُ تحتَ العرشِ إذْ تقفُ
//
اخلع نِعالكَ فيكَ الرُّوحُ راغِبَةٌ
واحضُنْ يقينكَ رَوْضُ الجنةِ الأنفُ
//
إخلعْ جراحَكَ وانهَلْ من مباهِجِهَا
ديناً بهِ اكتمَلت في ظِلهِ الصُّحُفُ
//
هذا الحبيبُ وهذاالقمحُ ينثرُهُ
قمحُ الجياعِ يداوي وهنَ مَن ضَعفُوا
//
يُهذِّبُ الصَّحبَ بالأخلاقِ مَرجِعُهُ
ورحمةُ اللهِ في ألواحِهِ ..هَدَفُ
//
هوَ اليتيمُ وكانَ الدِّفءُ منبَعَهُ
هو الصبورُ لنشرِ الحقِّ مُنصَرِفُ
//
قلبُ الحنانِ بحبِّ الغيرِ مُنفَطِرٌ
وهْوالشفيعُ لنا والنارُ تزدَلِفُ
//
العفوُ مَسْلكُهُ والحِلمُ مِعطَفُهُ
يرجوهُ في وَرَعٍ والدمعُ ينذَرِفُ
//
أسرَى بهِ اللهُ للجناتِ مُقتَرباً
للسِّر في قلبِهِ بابٌ ومُعتكَفُ
//
مَرُّوا على النفسِ في عَصفٍ بهِ انصرَفوا
قُمِ واقرأ الذكرَ واذكُرْ روحَ مَنْ وَصِفوا
//
قُم رَتلِ الحُبَّ نُوريَّا ومُنفَتِحاً
مِن نشوةِ الوصلِ قد شِيدَتْ لنا غُرفُ
//
اصهَر جراحَكَ في نورٍ يُخَزِّنُهُ
قرآنُ ربكَ ...علّ اليأس ينصرفُ
//
نَحلاتُ روحِكَ قد جادَتْ بشهدِ جَوىً
مِن واحةِ الذكر خَلِّ النحلَ يَرتشِفُ
//
في عينِكَ الكونُ فجرٌ في نقاوَتِهِ
دَرْبُ الجِنانِ رَوتْهَا أعيُنٌ ذُرفُ
//
لملِمْ ضياءك واغزِلْ مِنهُ كوكبةً
شَعَّتْ بروحِكَ نوراً ليسَ يَنحَذِفُ
//
واجعلْ سِلاحَكَ ترتيلاً تُردِّدُهُ
نحوَ الغمامة حتى عنكَ تنصَرِفُ
//
فيكَ الربيعُ لمجدِ الدينِ مُلتَهِفٌ
واللهُ ربك في أنوارهِ لُطفُ
//
مَرُّوا على النفسِ فاضَ النبعُ وانصرَفُوا
مُحمَّدٌ بدمي يحيا كما الشرَفُ
//
يامَن لِحُبِّكَ قد أعلنتُهُ نَسَبِي
يامَنبَعَ العشقِ مِنهُ الخلقُ تغتَرِفُ
//
شوقي كبيرٌ كنارٍ في تَضَرُّمِهَا
أذكُو اشتِعالاً على آثارهِ لهفُ
//
لوَّعْتَ قلبيَ في حُبٍّ شُغلتُ به
كأنّهُ البحُر مِعطاءٌ ومُزدَلِفُ
//
أنتَ السلامُ وفيكَ القلبُ مُنشغِلٌ
لولا سَلامُك كادَ الغمُ يُقترفُ
//
خُذها إليكَ فتلكَ الرُّوحُ سائِحَةٌ
طارَت الى نورِكَ الوضَّاءِ تلتحِفُ
//
فجراً أتيتَ على الدنيا لِنَجدَتِنَا
في دربِكَ العُمْرُ مُزدانٌ ومؤتلفُ
//
ها قد أتَيْتَ برحْماتٍ تُضَمِّدُنَا
تُطَبِّبُ الناسَ إمّا الحُزن قد غَرَفُوا
//
هذِي الحياةُ محَطاتٌ بِهَا وَقَفَتْ
رُكْبُ الأحَبَّةِ ثَمَّ الخلْد يزدلف
//
أهلُ الكتابِ نَشرْتَ الحُبَّ بَينَهُمُ
نحيا بِوُدٍّ فلا غِلٌّ ولا جَلفُ
//
قد جِئتَ كسرى بتوحيٍد ومَكرُمَةٍ
وجُندُ كسرى بأرضِ الشامِ قد وَقَفُوا
//
لكنَّ دَعْوَتَكُم تمزيقُ ملكِهمُ
ترتيلةٌ سُمِعتْ من وقعِها وَجِفُوا
//
تُطوَى لك الأرضُ في أقطابِها هِبَةً
وسُخِّرَ المُلكُ لكنْ أنتَ مُختلفُ
//
لم تَرضَ بالملكِ لمْ تُشددْكَ هَيبَتُهُ
أبو المساكينِ أنتَ الفخرُ والأنَفُ
//
لكننا اليومَ نشكو بأسَ مَن ظَلمُوا
أرضُ البُراقِ منَ الأعداءِ تُختطفُ
//
من أينَ أبدأُ إنّ الهَمَّ يأكُلُني
أهلُ الشآمِ لكَمْ عانَوْا وكَمْ نَزَفُوا
//
مُهَجَّرُون بأرضِ اللهِ مِن زَمَنٍ
لاغارَ يُؤوي ولاأهلٌ ولا غُرَفُ
//
ياغارَ مَكةَ ربُّ العرشِ يرحَمُنا
لن تقنطَ الروحُ إنْ في غِلِّهِم عَصَفُوا
//
قلبُ النبيِّ على أحبابِهِ يَقِظٌ
فلينهَجُوا الصبرَ إنْ مِن دَارِهِم قُطِفُوا
//
ياعزمَ طالوتَ لاتأبَه لنائِبةٍ
مهما تراءى على أعتابِكَ الشظفُ
//
لن نَغرفَ الماءَ في أنهارِ فِتنَتِنَا
لا لن يُباعِدَنا عن فجرِنا تلفُ
//
حُبِّي لأحمدَ في قلبي مَنَارَتُهُ
بهِ اقتديتُ وفي إسلامِيَ الشَّرَفُ
//
محمدٌ جاءَ للأخلاقِ يُكمِلُهَا
سعدي بنهجٍ به الخيراتُ والزُلفُ
//
فكرُ الحبيبِ كدستورٍ نعيشُ بِهِ
نورٌ تباركُهُ الأكوانُ والصُّحُفُ
//
قد جاءَ ينشرُ بين الناسِ رحمَتَهُ
عدلا وحبا وبالأرواح مكتنفُ
//
أرى الشريعةَ في رِفقٍ تُحيطُ بِنَا
في نُصرَةِ العدلِ في بذلٍ لِمَن ضَعُفُوا
//
رُوحُ الشريعةِ لاقتلٌ ولاكمَدٌ
دينُ الحبيبِ على الرحماتِ منعطف
//
ماكان فظا غليظَ القلبِ ذا نَزَقٍ
بل طبعُهُ اللينُ بالأخلاقِ مُتَّصِفُ
//
حُبِّي الرسولُ وأمشي في هِدايتِهِ
أني على العهد مأخوذٌ به دَنِفُ