الفوائد الصحية للصيام

 

 

محمد قنات

 

مما لا شك فيه أنَّ شهر رمضان الكريم اختصه الله بفضائل عظيمة ومكارم جليلة، فهو كنز المُتقين، ومطية السالكين.. يقول المولى عزّ وجلّ: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للنَّاس وبينات من الهدى والفرقان"، فهو شهر الهدى والرحمة والهداية إلى الطريق الصحيح والقويم، فيه تسع رحمة الله كل شيء.

إن الأنفس تلحق بها بعض الأمراض الدنيوية وتعالج في كثير من الأحيان بالطاعات والعبادات والرجوع إلى الطريق الصحيح، وشهر رمضان الكريم يُمثل فرصة طيبة لإصلاح النفس، فهو مُناسبة عظيمة للتغيير في السلوك والممارسات النفسية والصحية وفيه يكون الإنسان ملتزماً في تصرفاته قريبًا للقرآن بتلاوته ويرتاد المساجد لأداء الصلوات الخمس في جماعة متى ما وجد الفرصة.

ويكفي أنَّ من أسباب تسمية شهر الصيام بشهر رمضان، أنَّه شهر ترتمض فيه الذنوب، أي تحترق، فرمضان مصدر (ر م ض) أي احترق، ومنه الرمضاء، وهي بقايا الحريق. ويقول الإمام القرطبي- رحمه الله- إن "شهر الصوم فيه تلك الخصوصية لذاته، ومجرد صيامه إيمانا واحتساباً يحرق الذنوب"، واستشهد هنا بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

رمضان شهر جميل مليء بالإيمانيات والروحانيات والتقرب إلى الله بتلاوة القرآن والصلوات في ميعادها وإيقاظ الوازع الديني بأعمال الخير والتكافل.

ولرمضان فوائد صحية للصائم، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "صوموا تصحوا"، وأثبت العلماء صحة هذا الحديث من الناحية العلمية، فأثناء الصوم في شهر رمضان المُبارك تحدث في الجسم عمليات كثيرة تساهم كلها في صحة الإنسان، مثل تحسين مستوى السكري والكولسترول وانخفاض الضغط؛ فهو علاج لكثير من الأمراض التي يعاني منها البعض، وعند قدوم شهر رمضان ودخولهم في الصيام يشعرون بتحسن كبير والبعض يمكن أن يتعافى تماماً من كل ما يشعر به من مرض وذلك بفضل الصيام وآخرون اتخذوه مسلكًا للتداوي، فأصبح الصيام ديدنهم يحددون أياماً معينة في الأسبوع أو الشهر فيصومونها لإدراكهم التام لما له من فوائد صحية تعود على أجسامهم، كما يعالج الصيام عدداً من الأمراض الناتجة عن السمنة، كمرض تصلب الشرايين، وضغط الدورة الدموية الطرفية، ويساعد على منع تكون الحصى في الجهاز البولي فيُحسِّن وظائف الكبد المُختلفة ويقي الصيام الجسم من تكون حصوات الكلى؛ إذ يرفع معدل الصوديوم في الدم فيمنع تبلور أملاح الكالسيوم، كما أنَّ زيادة مادة البولينا في البول، تساعد في عدم ترسب أملاح البول، التي تكون حصوات المسالك البولية.

تعليق عبر الفيس بوك