أبواق ضارة

 

 

جابر العماني

 

المسلسلات الرمضانية هي أحد الأبواق الإعلامية الضارة في وقتنا الحاضر وسلبياتها فاقت إيجابياتها بحيث باتت تُهدد قطاعات المجتمع وتُسيطر على عقول الناشئة بحيث تجدهم يقضون ساعات طويلة بغير حسيب ولارقيب، وهذا بدوره يُؤثر سلباً على عقول أفراد الأسرة وعلى تنشئتهم الأسرية، مما ينعكس على تحصيلهم الدراسي والسلوكي والديني والأخلاقي مما يجعلهم يكتسبون ثقافات بعيدة كل البعد عن ديننا الحنيف وعليه فإنِّه يجب انتقاء المسلسلات التي لها صلة بالدين والأخلاق والقيم الإنسانية، والابتعاد عن المسلسلات التي تجر شيئاً فشيئاً إلى الانحطاط والابتعاد عن الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

هنا لا نستطع أن نُعمم ونقول إنَّ كل المسلسلات غير مُفيدة فهناك مسلسلات لها فوائد كثيرة تسعى إلى نشر روح المحبة والمودة والتآزر والتعايش السلمي في أوساط المجتمعات الإسلامية بل وتُعلم المجتمعات الاتحاد والقوة وكيفية المحافظة على الروح الإسلامية من الانحطاط الأخلاقي والسلوكي أمثال هذه المسلسلات (الإيجابية)، علينا أن نشجعها وأن نتبناها بقوة وأن نحرص على مشاهدتها مع أبنائنا في الأوقات المناسبة التي تنظمها الأسرة الواعية.

أما تعاملنا مع الفضائيات فلابد أن يكون تعاملا دقيقا وحذراً للغاية وهذه مسؤولية عظيمة يتحملها كل من الآباء والأمهات. وهنا لابد من ذكر بعض النقاط التي يجب مُراعاتها من أجل معرفة كيفية التعامل مع القنوات الفضائية، أذكر منها ثلاث نقاط على وجه الاختصار:

  1. حذف القنوات المسيئة للإسلام والمسلمين وإبقاء القنوات الهادفة التي من خلالها نستطيع إيصال رسائلنا التربوية والأخلاقية إلى الداخل الأسري .
  2. تقديم شرح مبسط لأفراد الأسرة حول مايشاهدونه من مسلسلات أو أفلام مع ذكر الإيجابيات والسلبيات.
  3. تنظيم أوقات مشاهدة المسلسلات الهادفة في داخل الأسرة وتجنيب الأسرة المسلسلات والأفلام التي لافائدة منها.

إنَّ الالتزام بهذه النقاط حتماً سيخلق أسرة عارفة بكيفية التعامل مع القنوات الفضائية بالشكل المطلوب. وهنا نتمنى من أصحاب القرار في إعلامنا العربي عبر قنواتنا التلفزيونية الشهيرة وغيرها، أن ترفق بعقولنا وعقول أطفالنا فإنَّ كل ما يُقدمه الإعلام اليوم من إنجازات يجب أن تكون ملامسة للفطرة الإنسانية وتوجهاتها الدينية والإسلامية والتي شعارها احترام  العادات والتقاليد العربية والدينية والابتعاد عن بث تقاليد الغرب وما يحمله من فكر متطرف ليست له صلة بثقافتنا العربية والإسلامية.