أناقتي في رمضان

 

أمل الرياميَّة *

* مصممة أزياء - @darzafaf

يدخل علينا اليوم شهر من أجمل الشهور، تتجلَّى فيه الأجواء الرُّوحانية الجميلة، ويعمُّ فيه التسامح والمحبة وتتصافى القلوب، وهذا لا يأتي إلا من قلب ينظر للحياة بمنظور التفاؤل، وطمأنينة النفس.

ولا شك أنَّ هناك عواملَ كثيرة تجعلُ الفرد مُتزناً، واثقاً من تصرفاته؛ منها اهتمامه بمظهره الخارجي من حيث اختيار أزيائه وتنسيق ألوانها.

ومن هنا؛ فالمرأة الخليجية دائمة البحث عن الإطلالة الجميلة التي تجعلها أنيقة، وبارزة حيثما تكون، لذلك لم يغِب عن بالها الاهتمام بأناقتها في هذا الشهر الكريم بأزيائها ذات اللمسة المستمدة من روح التراث، والنقوش المأخوذة من الطابع الإسلامي، والألوان الهادئة التي تجلب الفرحة والسرور إلى النفس، مع الحرص على الحشمةِ، والسِّتر بأسلوب راقٍ يواكب العصر الحالي بالتوازي مع مبادئ العادات والتقاليد المجتمعية.

وفي هذا الشهر الفضيل، تكثرُ التجمُّعات العائلية، والزيارات الاجتماعية، والجلسات الدينية، فتظهر المرأة الخليجية بأزيائها التي تدخل في النفس السعادة والبهجة والانشراح.

فلو تحدَّثنا عن الألوان المسائية المحبَّبة التي ترتديها المرأة في هذا الشهر، والتي تريح النفس بعد الصيام، فإنَّ في مُقدمة هذه الألوان اللون الأبيض؛ فهو اللَّون المغاير للَّون الأسود حيث يجمع الألوان الجميلة للطيف، وهو لون البراءة، والطهر، والنقاء، والصفاء، ويعتبره المسلمون لونًا روحانيًّا، يعبِّرُ عن السَّلام والسكينة، والدليل على ذلك هو ارتداء اللون الأبيض عند تأدية مناسك الحج من قِبل المرأة والرجل.

أيضًا، ذكر المولى -عزَّ وجل- اللون الأبيض في عدة مواقع من القرآن الكريم؛ ومنها قوله تعالى: "وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (آل عمران:107). وفي موضعٍ آخر يصف -جل وعلا- شراب أهل الجنة بقوله سبحانه: "يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ" (الصافات:45-46).

كذلك هناك من الألوان ما يجلبُ الهدوء والراحة إلى النفس مثل: اللون الأخضر، والأزرق الملكي، والوردي، والبني الفاتح (البيج)، والبنفسجي، وكل هذه الألوان لها تأثير على من يرتديها، وعلى الناظر أيضاً.

وفي الختام، أقول إنَّ المرأة العربية صاحبة ذائقة رائعة، وخيال جميل في اختيار ما هو مناسب لها من حيث الألوان والقصَّات المناسبة لقدسية هذا  الشهر الفضيل، الذي نرجو الله أن يتقبل منا فيه صيامنا وقيامنا وصالحات أعمالنا.

دمتم في أناقةٍ ورقي...،

تعليق عبر الفيس بوك