مت وفيَّ شيء من "مباراة اعتزال"

أحمد السلماني

"مت وفيَّ شيء من حفل اعتزال" قالها ورحل، ومثله كثيرون، وعندما أفتح ملفاً غامضًا مثل هذا فإنني فيما يبدو أتجنى على نفوس عزيزة على كرة القدم العُمانية وغيرها من الرياضات وأنبش جروحا لم تندمل، ويتصدر هذا المشهد النجم المغفور له بإذن الله غلام خميس "لؤلؤة الخليج وعُمان"، ربما جيل الألفية لا يعرف هذا النجم الذي ملأ الخليج من مسقط إلى بغداد ضجيجًا، قدمه الغالية التي بترت قبل وفاته هي التي أهدت السلطنة أول فوز في كأس الخليج وكان على حساب الأشقاء القطريين، لا زلت أذكر المشهد كيف بكى هو وزملاؤه بحرارة لأنه الفوز الأول بعد مُعاناة السنين، كل ذلك الجيل رحل وفي قلبه غصة، لم يحظ هؤلاء جميعا بمباراة اعتزال تليق بتاريخهم وتضحياتهم، فلا أنديتهم ولا الاتحاد العماني ولا الوزارة تريد فتح هذا الملف أو حتى تقليب أوراقه المغبرة.

وقبل أيام كان قد أعلن عن اعتزال النجم الخلوق والأسطوري هاني الضابط في مؤتمر صحفي حمل بشرى إقامة مباراة وحفل اعتزال في أغسطس المُقبل، الأمر الذي حمل بارقة أمل كبيرة لأن يحظى نجوم الكرة العمانية وبقية الرياضات بمُباريات اعتزال تتوج تاريخهم الرياضي وخاصة أولئك الذين أهدوا الجماهير العمانية البسمة في المناسبات والبطولات الرياضية، نجوم كثيرة رحلت عن عالمنا بهدوء وبلا ضجيج وآخرون يعانون الأمرين من أوضاع مادية وظروف حياتية صعبة بعد أن أفنوا حياتهم وشبابهم في الميادين الرياضية وعندما شاخ لم يجد ما يُعينه على صروف الزمان والدهر.

إنَّ الهروب للأمام وعند مواجهة الحقيقة وترك هذه الشريحة الكبيرة من الرياضيين والذين تتوسع قاعدتهم يوما بعد آخر لمصيرهم المجهول خاصة أولئك الذين لم يعملوا حساب المستقبل لهو أمر يحتاج من كافة الجهات ذات العلاقة إلى أن تقف موقفا إنسانيًا وتضع رؤية لمستقبل واعد يؤمن للرياضي طريقاً يلتمس من خلاله حياة كريمة بعد التقاعد.

لذا أضع بين يدي كل من يهمه الأمر هذه المقترحات البسيطة لعلها تفتح آفاقا جديدة وأملا جديدا لهذه الشريحة ولتلك التي ستضمها القائمة الطويلة وهي أن تقام مباراة بقيمة عالية يجلب لها نجوم كرة قدم عالميين ويحتفى من خلالها بنجوم كرة القدم العُمانية الدوليين المعتزلين منذ العام 1970 وحتى الجيل الذهبي الذي أهدى السلطنة أول لقب خليجي وإسقاط هذه الفكرة على باقي الرياضات وهذه لاعبوها بعدد محدود وأقل نسبياً.

ثانياً أرى أنه قد بات من الضرورة بمكان أن يتم تشكيل وتأسيس "صندوق تكافلي" خاص بالرياضيين تساهم فيه وزارة الشؤون الرياضية مُمثلة عن الحكومة ويساهم فيه كل الرياضيين بنسبة بسيطة من عقودهم وتدعى إليه بعض مؤسسات القطاع الخاص الكبرى للمساهمة في تأسيسه وتنميته بوضع الآليات والتشريعات وبالإمكان الاستفادة من تجارب دول أخرى في هذا المجال.