مشاهد التواصل في رمضان

 

عائض الأحمد

وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرَّد رفاهية لمن يملكها ويتعامل معها، وإنما أصبحت أسلوبَ حياة لن يستطيع أحد في أيامنا هذه الاستغناء عنها، بما هو أدني، بل نتطلع إلى المزيد ونبحث عن الجديد، وطموحنا يتجاوز الحاضر بما هو أكبر، وأجدر وأكثر قدرة على تجاوز الكثير من المحظورات في أوقات سابقة.

ولكن كما لعبدالله من المحاسن ما يسر، فما خفي أعظم إن ظهر.

أتساءل فقط: هل وصل الحال بالبعض لأن يتجرأ ويستبيح كل مشاهداته، أو ما وقعت عليه عيناه، دون رقيب يرفض أو شخص يعيب فعلته؟ من سمح لك بنقل عيوب الناس والتشهير بهم؟

سلوك مرفوض ولحظة انفلات عابرة، وكأن المجتمع بمجرد الامتناع عن الطعام والشراب لساعات معدودة يُصيبه نوبات من الغضب والهلع وسوء التصرف وفقدان السيطرة على الأفعال والأقوال، وتتوالى الأحداث لحظة بلحظة بانتظار الحلقة الأولى قبل ظهيرة اليوم الأول، ثم تسرد خلفها التعليقات بجدها وهزلها، والتذكير بأنَّ كل من حولك صائم، فلماذا تجعل من صيامك طرفة وحكاية ومشهدًا للتسلية، وربما عبرة وعظة بأن انفلاتك مرتبط بصيامك!!!

تعلمنا الحكمة والصبر بفضل هذا الشهر وقدسيته، أوليس الأولى بنا أن نستشعر ذلك، "اللهم إني صائم"، قبل وأثناء وبعد؟ ونتذكر دائما أن أخلاقنا ليست رهينة سلوك اعتدناه تغيِّره الأحداث كما تشاء، ثم تعيده لنا وقتما نشاء.

لماذا نعد العدة ونجهزها، كأننا سنغزوا دون احتمال خسارة هي نتيجة لما نقوم به من مفاهيم خاطئة تتنافى مع العقل والمنطق، تتكرر شهرا في كل عام.

هل ننتظر قانونا يقول لنا لنتوقف فهذا لا يليق؟

الملائكة لا تمشي على الأرض ولن تعيش بيننا، فنحن من الأرض وإليها، ووضعنا الأدنى في حده الضيق جدا، نفسك ثم نفسك، فإن فعلت ضاقت المساحة واتسعت الساحة لكل جميل.

--------------------

ومضة:

الجبان هو من يشهر إفلاسه قولا وعملا.

الأكثر قراءة