علي بن بدر البوسعيدي
شرفتُ أمس بحضور أعمال الملتقى الإعلامي العربي السادس عشر، الذي استضافه أشقاؤنا في دولة الكويت العزيزة، وكانت السلطنة ضيف شرف هذه النسخة، تقديرا من القائمين على أمر الملتقى لدور الإعلام العماني وما يتمتع به من قيم وأعراف أسهمت في زيادة مصداقيته في الأوساط الإعلامية العربية وحتى الدولية.
الملتقى حفل بعدد من الفعاليات وجلسات العمل، أذكرُ منها على سبيل المثال لا الحصر جلسة: "واقع ومستقبل الإعلام العربي والتحديات الراهنة التي تواجهه" والتي أدارها الصحفي المميز ماضي الخميس الأمين العام للملتقى، وتطرق فيها إلى المتغيرات العربية ودور المعلومة المتاحة في واقع ومستقبل الإعلام العربي، بجانب مفهوم الأنسنة في الإعلام الهادف لإيجاد مساحة للتماسك بين الأفراد والمؤسسات على المستويين الداخلي والخارجي. وقد استفدت كثيرا من الاستماع لآراء خبراء المهنة والعاملين فيها.
وما أسعدني أكثر أنه تم تخصيص جلسة خاصة بالسلطنة بوصفها ضيف شرف الملتقى، وحوت الجلسة ندوة حول "أنسنة الإعلام"؛ تطرق فيها مروان بن يوسف البلوشي مدير دائرة العلاقات العامة بوزارة الإعلام إلى رؤية الإعلام العماني الهادف، والعلاقة بين صناعة المحتوى والبعد الإنساني الذي يشمل مختلف فئات المجتمع، إضافة إلى تأصيل الأنسنة، بالاتكاء على نموذج السلطنة الفريد في بسط التعايش والتسامح والتماسك بين أبناء الوطن وضيوفه. مبيّنا أنّ الخطاب المجتمعي والإنساني العماني تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- جعل الإنسان محور اهتمامه تعليما وتنمية وغرسًا لقيم التعايش والتسامح بعيدا عن خطابات الكراهية والطائفية العمياء التي تحاكي دعوة الجاهلية الأولى، كما عرضت الجلسة أيضًا عددا من التجارب العمانية حول أنسنة الإعلام مثل الملتقى الإعلامي لذوي الإعاقة البصرية والسمعية، وفعالية "جليس الأطفال" بمعرض مسقط الدولي للكتاب، ومبادرة "تدريب طلاب المدارس في صحيفة عمان" بجانب مبادرة الإعلامي الصغير التي نتشرف في صحيفة "الرؤية" بتنظيمها في إطار نهج إعلام المبادرات الذي تتبناه "الرؤية" من منطلق مسؤوليتها الوطنية والإعلامية تجاه الوطن الغالي.
ولم تتوقف حدود المشاركة العمانية عند ذلك، بل شاركت السلطنة بمعرض مصاحب حوى عروضًا مرئية تتحدث عن السلطنة والنشاط الإعلامي فيها وبعض إصدارات وزارة الإعلام.
إن حرص دولة الكويت الشقيقة على إقامة هذا الملتقى يترجم ما توليه من اهتمام بالقضايا الإعلامية، بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب السمو أمير دولة الكويت، وانعكاسا للبصمة الواضحة التي يحدثها الإعلام الكويتي بمنظومته الشاملة في الواقع الخليجي والعربي بشكل عام.