تحديات النقل العام

علي بن بدر البوسعيدي

يمثل قطاع النقل العام في مختلف دول العالم، شريانا تنمويا واقتصاديا، على مستوى ما يقدمه من خدمات تعزز من حركة الركاب بأسعار في المتناول ويعود بالفائدة على المنظومة الاقتصادية.

وتطوير هذا القطاع يمر بمراحل عديدة، سواء من خلال استحداث خطوط نقل عام عبر الحافلات بمختلف أحجامها، أو إنشاء خطوط للقطار الداخلي "المترو"، وهو ما يسهم في تقليل الزحام المروري ويحقق نتائج إيجابية في دخل الشركات المُشغلة لمثل هذه المرافق الخدمية الحيوية، وتعزز الشعور بالرضا العام لدى المواطن المستخدم لهذه الوسيلة المتطورة.

وتجربتنا في السلطنة لم تتجاوز حتى الآن الدور المهم الذي تقوم به شركة النقل الوطنية العمانية "مواصلات"، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحدياً كبيراً يتمثل في أن تقوم بتغطية مساحة عُمان المترامية من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب، إضافة إلى باقي التفاصيل التي تتعلق بالعمل على إيجاد حلول لتخفيض الاختناقات المرورية وتقليل تقاطر السيارات خاصة في أوقات الذروة، إضافة إلى إمكانية التوسع بمد خطوط إلى دول الجوار لخدمة حركة التجارة والسياحة بين السلطنة وجيرانها، وهو ما يؤكد أهمية وضع خطة مدروسة وبعناية لمواجهة هذه التحديات والطموحات.

وعلى المستوى الشخصي، أعلمُ جيدًا كيف تواصل الشركة جهودها لتطوير أدائها وتوسيع شبكة خطوطها لتلبية طموحات ومتطلبات المواطنين والمقيمين، وتميز خدمات النقل العام لشركة النقل الوطنية العمانية ونجاح خطة الشركة للنمو والتطور والتطلع لتصبح الخيار الأول في مجال توفير حلول وخدمات النقل المبتكرة بتوفير نقل آمن من خلال تطبيق أعلى معايير السلامة والراحة لجميع الركاب في قطاع النقل، تلبية ومواكبة لحركة التطور والتنمية التي تشهدها البلاد وخاصة على مستوى القطاع اللوجستي.

وقد وضعت الشركة نصب أعينها أن تحقق عدداً من الأهداف منها  تشجيع استخدام وسائل النقل العامة وجعل خدمات النقل العامة جاذبة وامتلاك بنية تحتية ذات كفاءة، إضافة إلى تقديم خدمات آمنة وصديقة للبيئة وتخفيف الازدحام في المدن، وتطبيق أعلى المعايير العالمية وتقديم خدمات النقل إلى أقرب المدن الرئيسية.

كما نلاحظ أنَّ الشركة تُعلن بين الحين والآخر عن افتتاح أو تدشين المزيد من الخطوط تلبية لاحتياجات المواطنين والمقيمين وخاصة داخل مسقط، أو بمد خطوط إلى دبي أو الدقم وغيرها من الخطوط الجديدة، هذا بالإضافة إلى حرص الشركة على إعداد برامج ودورات متخصصة لتدريب السائقين وفقاً لمتطلبات وشروط الحصول على شهادة ISO 9001:2015   ومنها القيادة الوقائية والأمن والصحة والسلامة وكيفية التعامل مع العملاء إلى جانب البرنامج التدريبي المكثف للسائقين الجدد عند انضمامهم للشركة ومتابعة سلوكياتهم أثناء القيادة من خلال مركز التحكم والذي يتضمن أحدث الأنظمة التقنية لتتبع مسار سير الحافلة وأسلوب قائد الحافلة أثناء القيادة ومدى التزامه بأنظمة السلامة.

وترجم ذلك بحصول الشركة على شهادات دولية منها على سبيل المثال شهادة نظام إدارة الجودة آيزو  في مجال تدريب السائقين، وكذلك فوزها بجائزة عالمية عن فئة "التميز في مجال الحافلات" من الاتحاد الدولي للنقل الطرقي (IRU) وجائزة  فئة "تجربة العملاء" والتي ينظمها الاتحاد العالمي للمواصلات العامة (UITP) كما فازت الشركة أيضًا بجائزة الرؤية الاقتصادية 2016 في فئة أفضل مشروع حكومي.