الخبز في الطين !!


د. ريم سليمان الخش | باريس

فحّت بقلبيَ آلافُ الثعابينِ
لا لم أعدْ بشرا ..إني شياطيني!!
//
فلتحمل الريح قلبا ظلّ مرتهنا
لوصمة العار مجروحا ويدميني!
//
من ذا يُحاكمه عن طفلةٍ قُتلت
من ذا يوبخه من ذا يُقاضيني؟؟!!
//
هو المنعمُ في بيتٍ يُحصّنه
فكيف يفقه أوجاع المساكينِ؟!
//
وكيف يشعر مافي البرد من ألمٍ
يباشرُ الروح طعنا في السكاكين
//
وكيف يذرف قلبي دمعهم وأنا
مخشوشب النفس حطاب السلاطين؟!!!
//
وجهي تمدد في المرآة منشرخا
ماعدت أعرفني ضاعت عناويني !!
//
مابين روحي التي ترنو لخالقها
وبين ذات تحابي لذّة الطين
//
أعاقر الوقت لغوا لاانقضاء به
لشهوة العيش أمضي ثمّ أبكيني!!
//
أنا الملطخُ بالأشلاء أمسحني
ليختفي العار عن أوزار تأبيني
//
عوّدت ذاتيَ أنْ ترضى بقاتلها
أنايَ قد آنست (فعل) الملاعين
//
هل يرفض الذل جسمٌ قد أُبيح أذىً؟
مخدر الحسّ لا يشكو ويبكيني!!
//
مضرّج الجرح يخطو دونما أثر
دمي المباع وقد جفّت شراييني!!
//
أنا وضدي والتهميش ثالثنا
وصرخة الحق تهوي بين ضدين!!
//
نعم صمتُ لكي أحظى ببعض ندى
موت المروءة ثوبي في الكوانين!!
//
من ذا يُحاسبني عن برد خيمتهم ؟
من ذا يدافع عن آلام مغبون؟!
//
من يوقف الريح إن قضت مضاجعهم
أو يطلب العدل من إعصار مجنونِ؟؟
//
أنا وظلّي اعصار بلا وطن
أهدّم الذات بين الحين والحين !!
//
قد كنت أحسبني سيلا يطيح بهم
قد كنت أرقبني غيظ البراكين !!
//
والآن أقبع في عشٍ ويشغلني
خبزا لمائدتي والخبز في الطين !

 

تعليق عبر الفيس بوك