ذاتُ السّواد..!


د. وليد جاسم الزبيدي | العراق

في بلادٍ..!؟؟
ليستْ كمثلِ البلادْ..
كأيّ بلادْ..
قروناً تصدّتْ
ودهراً تحدّتْ
فكانتْ رمادْ..
بخيطانِها تُغزَلُ المعضلاتْ
بشطآنِها تركبُ النائحاتْ
فدرباً الى الشمسِ ، تذرُ السنينْ
دروباً تشظّتْ بصمتِ الحنينْ
للآنَ في رأسِكِ .. الأمنياتُ
كطَلْعِ النخيل
كذاكرةِ الورقِ المُبتلى
بفيضِ المدادْ
ونبضِ السّهادْ
كذاكرةٍ .. مسرحُ الغابرينْ
كرقصِ الكلامِ.. وكالراقصينْ
كسحرٍ يعطّرُ ماءَ الجبينْ
هُناكَ التقيتُكِ: في الأولينْ
كما الآخرينْ
بعبقِ المياهِ نشيدُكِ هزّ
أنينَ المهادْ
كلحنِ الصّلاةْ
وروحِ الدعاءْ
فكنتِ الينا: الأسى.. والضمادْ
وكانتْ قُراكِ.. نزيفَ الحدادْ
سلاسلَ موتٍ، بعنقِ الفناءْ
وفي مِريةٍ ظلّ يحدو النّداءْ
زرعْنا بأرضِ النّفاقِ
بمغنى الشّتاتْ
سكاكينَ بغضاء
وما زادُنا غيرُ تتبيبٍ ..
 وموتْ
تسيّدَ كالفِطرِ .. كلّ القُرى
كلّ المدى
كأنّ البريّةَ عادتْ الينا
ظلاماً.. خياماً
كما الآخرةْ
تجذّ السكينةَ ثمّ الأمان
ويحيا الدّخانُ دُنىً عابرةْ
كتلك (سدوم).. تنادي
تقومُ..
علينا.. صدىً عاثرةْ
وكنتِ لـ (عادٍ) هناكَ العَمادْ
وكنتِ (الجنائنَ) تلوي الشّدادْ
وكنتِ..
(إرمْ)..
وكنتِ..
السّبيّةَ والماكرةْ
ظمأنا الى النورِ وسطَ الظلام
يعلّمُنا الماءُ معنى الصحارى
ومعنى الشهادةِ
لو.. بلّ ريق
تعلّمُنا أحرفٌ للهجاء
بأنّا نزلنا بهيجاءِ قهرٍ
كما.. كربلاءْ
لنرسمَ كوناً ..هنا من جديدْ
بدونِ سوادْ
بدونِ عَمادْ
وأنتِ بلادٌ ستولدُ تواً
بغيرِ عبيدْ
بأحرارِ عقلٍ.. بدونِ دخان
بدونِ رمادْ
وصوتِ زنادْ..
لتحيا الورودُ.. بديلَ الغضبْ
ويحيا العبادْ
بتلكَ البلادْ.. !!!

 

تعليق عبر الفيس بوك