أحلام ليفربول وجديّة "السيتي"

حسين بن علي الغافري

فترة ساخنة تعيشها بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز وحرارة متجددة أسبوعياً في ظل صراع مانشستر سيتي وليفربول على بطاقة اللقب على عكس ما يحدث في إيطاليا التي بات طريق يوفنتوس مفروشاً بالورود، ومسألة حسمه المبكر للبطولة أصبحت قريبة، وهو الحال ذاته في إسبانيا بمواصلة برشلونة سجل نتائجه المميزة وتراجع منافسيه، ولعلّ قمة "الكامب نو" مساء السبت أمام المطارد المباشر أتلتيكو مدريد ستحسم اللقب بنسبة كبيرة للغاية مع تبقي 8 جولات عن النهاية. في فرنسا كذلك الأمور كالعادة تتجه إلى بطولة جديدة للنادي الباريسي، وبسط سيطرته المتواصلة بعد الاستثمارات القطرية التي أنعشت النادي وضمنت له التفوق المحلي بصفة "كلية".

في الدوري الإنجليزي الممتاز تسخن الأجواء أكثر فأكثر مع اقترابنا من خط النهاية. سبع جولات كاملة تضمن للمشاهد تنافسية عالية بين ليفربول ومانشستر سيتي. ففي الجهة الأولى يواصل السيتي ثباته في النتائج ويضاعف من جدّيته في تعقيد الأمور على الليفر. الفريق يعيش فترة مثالية ويطمح في الظفر بكل البطولات التي يُنافس عليها. ولعلّ جوارديولا ذكي في التعامل مع مثل هذه الأوقات وله تجارب وخبرات عاشها مع برشلونة وبايرن ميونخ، ويدرك حساسية خسارة أي نقطة من النقاط في مشواره الآن. كما أنّ مانشستر سيتي أكثر حضورا وحنكة وثقلا في الميدان في آخر خمس مواجهات على أقل تقدير ويمتلك رصيدا بشريا ممتاز ولاعبوه عادوا من إصاباتهم في التوقيت المناسب. كلها عوامل تدفعنا إلى اعتبار مانشستر سيتي في موقف أقوى من الريدز في هذا التوقيت وبالتالي حظوظه تبدو أرجح "حتى اللحظة"

في الجانب الآخر فإنّ ليفربول يواجه ضغوطات أكبر من السيتي نظراً للبداية الكبيرة التي انطلق بها بداية الموسم وحضوره القوي في سلم الترتيب وابتعاده عن أقرب منافسيه سبع نقاط كاملة. ولعل الريدز مرّ بفترة متقلبة منذ بداية شهر يناير وحصل انخفاض واضح في الشق الهجومي للفريق وبالتالي خسر نقاطا سهلة كانت في المتناول وتراجع سجله التهديفي عما حققه العام المنصرم. وفي مبارياته المقبلة بحاجة ماسة إلى تجاوز الضغوطات التي يعيشها الفريق ومواصلة الانتصارات أملاً في تعثّر السيتي في مشواره المقبل

التنافس الكبير مُستمر في جوانب أخرى أهمها بطاقة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا العام المقبل، فكلاً من مانشسستر يونايتد وآرسنال وتشيلسي في صراع كبير على خطف بطاقة المركز الرابع وبالتالي فالمنافسة على حجز البطاقة الرابعة يضاعف حدة الصراع حتى الرمق الأخير، كما أنّ الخوف من الهبوط إلى الدرجة الأولى يؤرق كلا من كارديف وبيرنلي وساوثهمبتون وبرايتون وبدرجة أقل نيوكاسل وكريستال بلاس.. إذا ما اعتبرنا أنّ كلا من هدرسفيلد على شفا حفرة من الهبوط رفقة فولهام. المنافسة الساخنة تعني أنّ موسم حصد النتائج يدخل في مفترق الطرق الأخير والصعوبات والضغوطات تضاعف من رؤية بطولة تحمل الكثير من المفاجآت حتى نهاية الموسم.