هنا السلام والمحبة

محمد بن عبدالله الشحي

 

في ٢١ مايو من العام الماضي عنونت مقالا لي تحت اسم  "من مسندم إلى ظفار - الحب عمان وعمان قابوس" كان ردا على رسالة متداولة في توتير تدعو أهل مسندم إلى عدم الجزع والثبات وعدم الانجرار إلى مهاترات البعض في الطائر الأزرق.

واليوم ونحن على بعد أكثر بقليل من شهر على تمام العام على ذلك المقال أجد من الضروري أن يدلو أهل مسندم بدلوهم بعد محاضرة معالي الوزير المسؤول عن الخارجية في النادي الثقافي في ١٧ من هذا الشهر.

وقد طاف معاليه بجملة من المحطات المهمة طرحها بأسلوبه الدبلوماسي الذي يأسر القلوب ويبث الطمأنينة في الخليج والعالم أجمع؛ وطرحي هنا لا يتعارض مع تأصيل معاليه الرائع وإنّما سأحاول لفت الانتباه إلى البعد الثالث في لقاء معالي الوزير.

مجموعة من المواضيع المهمة والتي يترقبها المتابع والباحث تجلت بعد حديث معاليه واضحة ومسيطر عليها كلها تحسب لحكمة الأب القائد المفدى- حفظه الله- والقلب الكبير لعمان الذي يحب الخير للمعمورة كلها حيث قال عمان تحب الإكثار من الأصدقاء وتنشر قيم المحبة في العالم وهي تخلو من داعش واصفا إياها بأنها صفر داعش؛ كما سما بخلق جم في رده على ما يتداول عن خلايا التجسس مع أنه لم ينكرها.

وما أود قوله ليس بجديد فهو معلوم منذ عام ١٩٧٠ مرورا بأحداث جسام على الوطن العربي والإقليمي والعالمي كانت عمان الرائدة فيه بلا منازع، فعمان تعني المحبة والسلام والصداقة للجميع وتعني الأخوة لكل الجوار رغم المنغصات وتعني أيضا القوة الرادعة ساعة لزومها.

كما أود لفت الانتباه إلى أنه قبل محاضرة معالي الوزير الموقر زفّ العالم لنا جميعا نبأ تقديم مؤتمر الكونجرس العالمي الأول - فضلا لنركز على الأول - للتراث البحري جائزة القيادة المتميزة لسيد عمان -حفظه الله ورعاه- تقديرا لجلالته على اهتمامه السامي بتراث السلطنة البحري وتعزيز مكانتها البحرية على الخارطة الدولية حتى غدت نقطة وصل بين الدول والشعوب اعترافا بإسهامات جلالته في تشكيل فهم عالمي لأهمية التراث البحري في عالم اليوم.

من هنا فإنني أقول عمان منذ سكنها العُماني الأول فهي تختلف فكرا ونهجا ورؤية؛ فهي ترى العالم أجمع إخوة وأصدقاء. وتغطي بأياديها البيضاء عوار الآخرين وتنشر عبقا شذيا من الود والإحسان وإن رميت بأصناف الابتلاءات فهي على يقين بيقين قادتها أنه لا يبقى إلا عاطر الأفعال وأنّ الكلمة الطيبة وصفها الله كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

هذا هو السلام وتلك هي الحكمة المغلفة بالمحبة كما أيضا هي عين من نار لمن تسول له نفسه التمادي في غيّه.

دمتم ودامت راية السلام والمحبة والحكمة لسيدي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.

تعليق عبر الفيس بوك