ليسَ للحبِ حقيقةٌ تذكرُ سواها

منى بنت حمد البلوشي

 

أمسكتُ بالقلمِ لأكتبَ خاطِرَتي هذه

فكلما جِئتُ لأكتب لأمي تخونني الكلمات وتهرب

فأباغتها عنوة منها حتى أمسك بها

(أ – م – ي)

أمي ليسَ للحبِ حقيقةٌ تُذكرُ سواكِ

أمي أتذكرينْ أتذكرينَ عندما كنتُ بين أحشائكِ؟

أتذكرينَ كيف كنتُ أشعرُ بتلك الغربةِ وهي تَعتريني

وأنتِ المؤنسَ الوحيد َلي بنبضاتِ قلبكِ الحنون

أتذكرينَ، أتذكرين يا أمي وأنت ِتستمعينَ لنبضاتِ قلبي وتتفقدينها بين الحينِ والآخر..

أتذكرينَ كيف كان حجمي وهو بحجمِ قبضة ِيديك

أتذكرينَ كيف كنتُ أكبرُ وبعنايتكِ لي كبرتُ يا أمي بين أحشائكِ حتى وصلتُ للشهِر التاسعِ

وأنت ِتكابدين العناء َوالتعبَ من أجلي وبدأتْ بعدها رحلتي معكِ

فحملتِ طفلكِ بين ذراعيكِ واحتضنتهِ في حضنكِ الدافئ

نظرتُ لوجهكِ مشرقاً تبتسمين متناسيةً كلَ ذلك العناءَ والآلآم..

نظرتُ لعينيكِ والدموعُ على وجنتيكِ منهمرةً فرحةً بقدومي وأنا بصحةٍ وعافية

يا أمي أنتِ الدنيا بأكملِها

كبرتُ يا أمي وما زلتِ تسهرين من أجلي.. كبرتُ يا أمي وأصبحتْ صحتي تاجٌ على رأسي

وهذا بفضلِ اللهِ ثم عنايتكِ بي

أمي كبرتُ ونسيتُ يا أمي أنني كبرتْ

يا الله يا أمي لا أعلمُ أيّ قلبٍ تملكين، فهل هو كباقي القلوبُ التي في البشر؟ إنّ قلبكِ قلبٌ رؤومٌ رحيمٌ يا أمي..

رباه أسألك بأن تُعطي أمي طول الأجل

ومن العافية التي تدوم، وأن أشربَ من كأسِ بِرها الذي سَيُوصِلُني للجنان..

يا أمي مازالتْ كلماتي تخونني ولا أعلمُ ما المغزى من ذلك..

أمي ليسَ للحبِ حقيقةٌ تذكرُ سواكِ.

تعليق عبر الفيس بوك