الرياضة العمانية تنتعش فسلموها لأهلها

 

أحمد السلماني

حالة من الانتعاشة تعيشها الرياضة العمانية هذه الفترة، تحديدا في مارس الحالي ونتمنى أن تمتد وتتواصل بإذن الله، وعندما كتبت الأسبوع الفائت بأنّ زيارة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الإيطالي إيفانتينيو للسلطنة ومشاوراته مع كبار المسؤولي من أجل أن تشاطر السلطنة قطر والكويت في استضافة "الكأس الكونية 2020" وبأن مؤدّى ذلك إنّما هو حراك رياضي ينتعش معه كل شيء، ويبدو أنّ القيادات الرياضية وشباب السلطنة الرياضي تلقفوا رسالة إيفانتينيو كما يجب وبدأت عجلة الإنجازات الرياضية العمانية بالدوران ونتمنى ألا تتوقف وهو المأمول.

وحتى كتابة سطور هذا المقال فإنّ المنتخب الأول لكرة القدم يبلي حسنا في البطولة الودية في ماليزيا رغم أنّها ليست بمعيار أو مقياس حقيقي إنما عبارة عن بطاقة تعارف بين الأحمر ومدربه الجديد فيما تمكن المنتخب الأولمبي من التفوّق على نيبال، النتيجة دون الطموح بالمطلق عطفا على مسلسل الإعداد الطويل والثري لمنتخب المستقبل إذ أن اتحاد الكرة فيما يبدو يراهن عليه كثيرا ولم يقصر في حقه بالمطلق ومسؤولية اللاعبين وجهازهم الفني كبيرة في ترجمة ذلك بالتأهل الصريح للنهائيات الآسيوية.

مارس الانتصارات هذا حمل أيضا تألق البعثة العمانية في بطولة البولينج الأخيرة في أم الدنيا مصر، كما حصد أبطال "الأولمبياد الخاص" ما مجموعه 47 ميدالية ملونة في الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية بأبوظبي آخرها التتويج بذهبية منتخب كرة القدم على نظيره الإماراتي، وفي أبوظبي أيضًا صهلت الخيل "صقلاوية" وتفوقت في سباقات الخيل هناك وعلى صهوتها الفارس قيس البوسعيدي.

وقبل كل هذا وبأيام قلائل توجت الوزارة مجهودات المنتخبات والاتحادات واللجان الرياضية والرياضيين والإعلام بجوائز تشجيعية في كرنفال احتفالي طويل كانت تهدف من خلاله تحفيز هؤلاء الرياضيين لحصد المزيد من الألقاب والتفوق الرياضي إقليميا وقاريا ودوليا لضمان حضور رياضي قوي للرياضة العمانية في هذه المحافل يعكس حالة الاستقرار والازدهار والنماء الذي تعيشه السلطنة.

هنا وبعد هذا الحراك الرياضي والتفوق العماني المنشود جانبه صار حريا بالقيادات والإدارات الرياضية أن تتلمس مكامن القوة والضعف في رياضتنا كل حسب اختصاصه وبما يضمن استمرارية هذا العطاء حيث إنّه ولطالما كانت السلطنة منجما من المواهب الرياضية وأنّ الاهتمام بالناشئة وتهيئتها للمستقبل هو الضامن للتفوق والارتقاء لمنصّات التتويج ولكن ما جدوى أن تصطدم هذه المواهب بجدار إدارات رياضية متخلفة ومتطفلة غير طموحة ولا تحمل من المؤهلات ما يمكنها من توجيه بوصلة الفتية والشباب نحو الإجادة والتفوق "ففاقد الشيء لا يعطيه" إذ أنّ كل مؤهلات زمرة المتطفلين هذه إنّما هي في شبكة علاقات عامة وواسعة مدعومة بمعادلة صعبة ومشفرة ومتشابكة من المصالح"شلني وأشلك" تدور في فلك الاتحادات واللجان لمجرد "ضرب الغوازي والسفرات" إلا من رحم ربي.

هنا أوجه رسالتي إلى وزارة الشؤون الرياضية واللجنة الأولمبية من أجل تبني مشروع "القيادات والإدارات الرياضية" من جديد والبحث عن أولئك المتسلحين بالعلم والمعرفة والخبرات الرياضية والمؤهلين أكاديميا، هؤلاء موجودين في مكاتب صغيرة بالجامعات والكليات والمدارس وحتى الأندية، الفرص غير متاحة لهم، ومتى ما توفر لهم الدعم والمساندة وبيئة العمل الجيدة فبالتأكيد سنرى شبابنا على منصات التتويج متوشحين شعار السلطنة الغالي "فهل أنتم مستمعون".