انتخابات الآسيوي.. انسحابات ووعود وحظوظ

...
...
...
...

 

الرؤية - وليد الخفيف

لم يصدر الاتحاد الإماراتي لكرة القدم بيانا رسميا يفيد بانسحاب مرشحه اللواء محمد خلفان الرميثي من سباق الترشح على رئاسة الاتحاد الآسيوي، حيث ذكرت عدة مصادر إعلامية أنّ الرميثي انسحب وقطع زياراته الخارجية التي قام بها لعرض رؤيته الانتخابية على اتحادات القارة الصفراء.

ويترشّح على منصب الرئيس حتى الآن البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي الساعي للاحتفاظ بمنصبه لدورة ثالثة، والإماراتي محمد خلفان الرميثي رئيس هيئة الرياضة الإماراتية، والقطري سعود المهندي نائب رئيس الاتحاد الآسيوي.

وتبدو حظوظ الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وفيرة للاحتفاظ بمنصبه بعدما أعلنت أغلبية الاتحادات الآسيوية دعمها لترشحه لولاية جديدة، ومنها الاتحاد العماني لكرة القدم الذي أعلن على لسان رئيسه دعم آل خليفة من أجل الاستقرار بحسب ما صرّح لوكالة الأنباء الألمانية، فربما انضم الوهيبي للتكتل الذي يراه أقوى من أجل العودة للمكتب التنفيذي الذي فقدته السلطنة في الدورة الحالية.

ويحتاج الرميثي فترة لتغيير قناعات الاتحادات الأهلية البالغ عددها 46 اتحادًا، إذ سبق لها وأن زكّت سلمان آل خليفة بالمنصب الدورة الماضية فكانت أمامه لفرصة لتعزيز علاقته بمعظمهم، لذا أكد أنّ رؤيته الانتخابية التي حملت على عاتقها محاربة الفساد تتضمن حلولا ناجعة للمشكلات التي تواجه الاتحادات المحلية ولم يتمكن منافسه من حلها.

وربما تتدخل القوى السياسية في تحديد وجهة الأصوات داخل الصندوق الانتخابي في الانتخابات المقرر إقامتها في السادس من أبريل القادم في العاصمة الماليزية "كوالالمبور" واستندت الوعود الانتخابية للرميثي على الحوافز المالية للاتحادات التي تعاني من أزمات مادية ولا تنتمي لتكتل بعينه.

ورجّح المراقبون أنّ ترشّح المُهندي جاء كضربة استباقيّة ضد انسحاب سلمان آل إبراهيم، فيكون مرشحا أمام الرميثي دون أن ينال الأخير المنصب بالتزكية، ليتحول الدعم المساند لسلمان حال انسحابه إليه في مواجهة منافسه الإماراتي، لذا شبّه عدد من الإعلاميين ترشح المهندي باللعبة الانتخابية.

 ومن المتوقع حال انسحاب المهندي لصالح آل خليفه أن يحظى بدعم الأخير في الحصول على عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي حيث الهدف الرئيس الذي يسعى المرشح القطري لنيله من أجل دعم بلاده في الاستعدادات الأخيرة لنهائيات كأس العالم 2022 التي تستضيفها بلاده.

وأعلنت اتحادات كوريا الجنوبية واليابان والصين وعمان دعمها لسلمان آل خليفة، في المقابل ربما يستغل الرميثي العلاقات الاقتصادية الوطيدة التي تربط بلاده ببعض الدول لنيل دعمها مثل الأردن الذي سبق له منافسة آل خليفة على رئاسة الفيفا الانتخابات الماضية، ولبنان.

ولم يجر المهندي جولة انتخابية إلى الآن الأمر الذي يرجح توقعات المراقبين حول انسحابه وأسباب الترشح من البداية.

يشار إلى أن الرميثي قد أعلن أن رؤيته الانتخابية قائمة على محاربة ما وصفه بالفساد، وأنّ النزاهة طريقه لتحقيق الطفرة الكروية المرجوة في القارة الصفراء دون أن يقدم أي إغراءات لشراء الأصوات معتزا بتاريخه المشرف.

وتعهد الرميثي أن يدعم الاتحادات الأهلية من خلال حصوله على 320 مليون دولار، وأن صندوق الدعم سيوجه معظم بنوده للدول المحتاجة ووعد أيضا بتنظيم بطولة جديدة لمن لم يحالفه التوفيق في بلوغ نهائيات آسيا.

وركز الرميثي في ملفه على التسويق لأنه الملف الأكثر إغراء للاتحادات المحلية، فوعد أن تصل العوائد التسويقية إلى 360 مليون دولار وتعهد حال الفوز بمنح كل اتحاد مليوني دولار ومليون دولار لكل منطقة جغرافية مع رفع مخصصات الحكام ودعم الدول في السفر والإقامة، كما وعد بإنشاء صندوق لدعم المشروعات الرياضية في الدول الفقيرة.

ووعد الرميثي بالشفافية حال نيل المنصب، مشيرا لاعتزامه اتباع سياسة تساوي كفة الإنفاق بين الاتحادات المنضوية تحت مظلة الآسيوي، وأن صندوق الدعم سيمول من دول عدة وأن المجلس سيختار 5 دول فقيرة لتطوير كرة القدم بها خلال كل دورة.

ويحظى سلمان بن خليفة في المقابل بدعم من عراب الانتخابات الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الذي زكته الجمعية العمومية مؤخرا لفترة جديدة بعد فترة ابتعد فيها عن كل مناصبه الدولية إثر خضوعه للتحقيقات.

ومع عودة الفهد للمشهد بات آل خليفة أكثر قوة، فالفهد الذي سبق ودعم آل خليفة في الانتخابات الماضية له تأثير على 33 صوتًا في الجمعية العموميّة بحسب ما صرّح في مناسبات سابقة.

ودعت جهات عدة أحمد الفهد بالتزام الحيادية في السباق الانتخابي والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وعدم التدخل في كواليس المشهد، لذا لم يعلن الفهد صراحة دعمه لأحدهما غير أن المؤشرات تقول بأنه ما زال وفيا لآل خليفة.

تعليق عبر الفيس بوك