أين الحمية والشتات هويتي!؟


د. ريم الخش | باريس

نوّارُ روضك متعةُ الأنظارِ
ومسالكُ العشاق والسُمّار
//
لولا سطوعك في ربى أرواحنا
لتآكل اليخضور في الأزهار
//
نحن السنابل مذ لمستَ رمالنا
فاضت مياه الحبّ في الأنهار
//
نحن الكرام فقد ملكت قلوبنا
من دون صكٍ لا ولا استئجار!
//
ماذا أقول لمركبي وفناري؟
تعب المسار ومابلغت مداري
//
والنائبات حفرن بين أضالعي
طرقا وكل منافذي لدماري!!
//
وعلى المشارف هلّ طيفك باسما
: لاتحزني ياضوء لا تنهاري
//
يا منبعي من بعد أن ودعتنا
تُركتْ حدائقنا بلا أثمار
//
عادت خيول الحرب بين شعابنا
وجراحنا سحّت مع الأمطار
//
غبراءُ ترشقُ بالسهام دواحسا
فتتوه بين معابد الأبقار!!
//
والكبْرُ إبن الجهل يعبد ربه
صنما من الدولار في استثمار
//
أحفاد موسى أُثقلت أسفارهم
باللؤم بالتخريب بالدولار
//
حتى إذا نضب الوعاء بزيته
عاد الربيب لمركز الأصفار
//
عاد الجراد من الحقول وقد زوت
عادت صحارى الحرب والإفقار
//
والرب قطّع للعروبة ثوبها
فغدت بلا عزٍّ ولا إبهار !!
//
وأنا التي آثرت بردة سيدي
فتقطّعت إثر الأسى أزراري
//
عربيةٌ ...قالوا وذنبيَ أنني
من صفوة الأبرار والأخيار
//
أين الحمية والشتات هويتي!؟
أين انتمائي ؟أين أين إزاري؟؟
//
ماكنت أحسبُ أن أكون رخيصة!!
بعض الدماء بمحفل استعمارِ!!
//
وحكاية اليمن السعيد خرافة
أضحت حكاية متعَسٍ بجوار
//
مابين تدمير يطول صروحهم
أو بين افقار مع استحمار
//
أن لاخليج بلا العراق ووزنه
يبدو كمثل رهينة لقمار
//
تعبت عروقيَ وهْيَ تنزفُ جذرها
متآكلا لا غيثَ بالأمصار!!
//
تعبت جراحي وهْي تُحصي أهلها
بين الخيام وقبضة الأخطار
//
تعب الفؤاد وماله من راحة
إلا بذكرٍ خاشعٍ معطارِ
//
ما كنت أحسب أن لفظ عروبة
خالٍ من الإحساس والإيثار
//
أنا ماجفوتك ياحبيبةُ انما
اشكو الى الرحمن أهلّ الدار
//
أشكو أبوة من نُبذتُ بظلّه
فحملت جرحي مبعدا عن غاري
//
هل لعنة التمزيق من أوزاري؟
وهل الشتات عقوبة الأحرار؟؟
//
تعبت دموعيّ وهي تذرف ليلها
تعب الفؤاد مللت من أسفاري....

 

تعليق عبر الفيس بوك