أكاديميو جامعة السلطان قابوس يواصلون النقاش في الندوة.. اليوم

مناقشات مستفيضة حول "تحديات الصحافة الورقية" في النادي الثقافي.. والخبراء يطرحون مقترحات التطوير

...
...
...

الرؤية- محمد قنات

تصوير/ راشد الكندي

 

نظمت جمعية الصحفيين العمانية أمس في النادي الثقافي ندوة متخصصة حول واقع الصحافة الورقية في السلطنة في ظل التسارع الإلكتروني الذي يشهده العالم، وحملت الندوة عنوان "تحديات الصحافة الورقية.. الواقع والحلول".

وشارك في الندوة عدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية من بينهم المُكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، الذي أكد أنّ الصحافة الورقية حول العالم وفي السلطنة تواجه العديد من التحديات التي تهدد استمرارية بقائها كوسيلة تنوير وتثقيف وإعلام وإخبار وأيضا ترفيه، تعود لأكثر من قرن ونصف القرن، وهذه التحديات نابعة من عدة عوامل، من أبرزها العامل الداخلي داخل الجماعة الصحفية نفسها، والعامل الخارجي عن المنظومة الصحفية. وأوضح الطائي في حديثه بالندوة أنّ ثورة الاتصالات والإنترنت، تمثل أحد أكبر التحديات، مشيرا إلى تحول الجمهور إلى نوع جديد من العمل الصحفي، وهو الصحافة الإلكترونية. وقال الطائي إنّه على الرغم من أنّ الصحافة الورقية هي التي تصنع المحتوى الإلكتروني بنسبة غالبة، إلا أنّ التحدي يكمن في الوسيلة، وعزوف الناس عن قراءة الصحف الورقية وتفضيل القراءة الإلكترونية، لسهولتها وسرعة تصفحها وتنوع خياراتها. ولفت الطائي إلى تحد آخر وهو تأثيرات الأزمة المالية على الصحف الورقية؛ حيث أثرت هذه الأزمة على المردود المادي العائد على الصحف، من خلال الإعلانات، التي تمثل العمود الفقري لإيرادات المؤسسات الصحفية، ومع تراجع أسعار النفط وتشديد الإجراءات الاقتصادية، تراجعت عائدات الإعلانات لمستويات متدنية للغاية، لافتا إلى العبء الاقتصادي الضخم الواقع على عاتق المؤسسات الصحفية، والذي يعيقها عن مواصلة عملها، وتدريب موظفيها، والإنفاق على جوانب التطوير والتحديث ومواكبة المتغيرات.

ووضع الطائي جملة من المقترحات لمواجهة هذه التحديات، منها صياغة تشريعات تُلزم منتجي السلع والخدمات بالإعلان عنها في الصحف اليومية، بما يضمن تكاملية تقديم الخدمات للمستهلك، وحتى يكون المستهلك على اطلاع دائم بما يتم طرحه من منتجات وفق آليات شفافة تعزز من خياراته. ودعا الطائي الصحف إلى التعامل مع المواد الصحفية الدعائية للمؤسسات المصرفية وقطاع التجزئة والخدمات والتأمين وغيرها، باعتبارها مواد إعلانية مدفوعة الأجر، وأن يتضمن قانون الشركات تخصيص بند في ميزانيات الشركات والمؤسسات للإعلان والدعاية.

ومن المقرر أن تتواصل أعمال الندوة اليوم الإثنين، بمشاركة متخصصين من جامعة السلطان قابوس، في مسعى لإيجاد مقاربة منطقية بين التحديات الفعلية للصحافة الورقية والحلول الممكنة تأسيسا على رؤية أكاديمية علمية وتجارب ناجحة في الصحافة العربية أو الغربية. ويقدم الدكتور عبدالله الكندي من كلية الآداب، قسم الإعلام، بجامعة السلطان قابوس مداخلة بعنوان "الصحافة العمانية المطبوعة في عصر الاندماج الإعلامي.. قراءة في التحديات المهنية". وسيحاول الكندي طرح الأسئلة الوجودية التي تعيشها الصحافة العمانية حاليا والتحديات المهنية التي عليها تجاوزها للبقاء والاستمرار والاندماج الإعلامي. وسيقدم الدكتور عبدالوهاب بوخنوفة من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان "التطورات التكنولوجية والتوجهات الكبرى الراهنة في مجال الصحافة".

تعليق عبر الفيس بوك