بوتفليقة يصل الجزائر وسط احتجاجات حاشدة

 

الجزائر- الوكالات

قالت قناة تلفزيون النهار إن طائرة تقل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة هبطت اليوم الأحد في مطار بوفاريك العسكري جنوب غربي العاصمة الجزائر.

وكان من المتوقع منذ الصباح أن يعود بوتفليقة إلى البلاد بعد أن أمضى أسبوعين في مستشفى بسويسرا وسط احتجاجات حاشدة تشكل أكبر تهديد لحكمه المستمر منذ 20 عاما. وفي أوضح مؤشر حتى الآن على تعاطف قادة الجيش مع عشرات الآلاف من الجزائريين الذين يريدون تنحي بوتفليقة قال رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح اليوم الأحد إن "الجيش الجزائري والشعب لديهما رؤية موحدة للمستقبل" ولم يشر للاحتجاجات.

وهبطت طائرة حكومية جزائرية في مطار كوينترين في جنيف. ورأى شاهد من رويترز الطائرة (جلف ستريم)، التي أقلت بوتفليقة إلى جنيف في 24 فبراير، تهبط في المطار وسط وجود مكثف للشرطة.

ولم تظهر أي بوادر عن وجود سيارة إسعاف أو موكب رسمي يقل بوتفليقة (82 عاما). ولم يظهر الرئيس المعتل الصحة في العلن إلا نادرا منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013.

وقال عزيز وهو طالب يبلغ من العمر 17 عاما "بوتفليقة مرحب به إذا أراد العودة لكننا لا نحتاج إليه في الرئاسة".

ودفع قرار الرئيس خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل عشرات الآلاف من الجزائريين من مختلف الطبقات الاجتماعية للاحتجاج على مدى الأسابيع الثلاثة المنصرمة.

وقال تلفزيون النهار إن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر دعا جميع الأطراف السياسية اليوم الأحد إلى العمل معا لإنهاء الأزمة السياسية. وأضاف أن الحزب يريد أيضا المصالحة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار الجزائر.

ولم يبد الجزائريون أي رغبة في التراجع رغم عرض بوتفليقة تقليص فترة رئاسته إذا فاز في الانتخابات.

وخرج الآلاف إلى الشوارع مرددين هتافات تقول "لا للعهدة الخامسة" وأغلقت العديد من المتاجر في الجزائر العاصمة وقال سكان إن خدمة القطارات توقفت.

وقال المتظاهر زكريا من أمام مكتب البريد المركزي "خرجنا إلى الشوارع اليوم للاحتجاج على فترة الولاية الرئاسية الخامسة. نحن ضد العهدة الخامسة".

ويشعر الشبان الجزائريون بالغضب من تراجع فرص العمل ومن ارتفاع معدلات البطالة ومن الفساد وسيطرة الصفوة من كبار السن. وقال فريد (27 عاما) وهو عاطل "النظام الراهن غير قادر على توفير فرص عمل".

وتمكن بوتفليقة من الاستمرار في السلطة بعد انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام مستبدين في دول مجاورة في عام 2011 لأن الجزائر لديها احتياطيات أجنبية كافية لدعم الإنفاق الحكومي. كما شارك جزائريون أكبر سنا في الاحتجاجات بعد أن اضطروا لتحمل حملات أمنية على المعارضين في مقابل الاستقرار بعد الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي. ويظهر بعض من هؤلاء الآن في التجمعات الحاشدة. وقال أحمد (63 عاما) وهو متقاعد "نحتاج لجيل جديد يحكمنا ويؤمن مستقبلا أفضل لأبنائنا".

وحتى إذا ترك بوتفليقة منصبه لم يتضح بعد من الذي يمكن أن يحل محله. فالجزائر في حالة جمود منذ عقود تحت حكم قدامي المحاربين الذين شاركوا في حرب الاستقلال وما زالوا يهيمنون على الحكم.

وعلى مدى سنوات ترددت شائعات عن خلفاء محتملين لبوتفليقة لكن لم تظهر شخصية يعتد بها وتحظى بدعم الجيش والنخبة وليست في السبعينات أو الثمانينات من العمر. وحذر رئيس أركان الجيش من أن الفوضى لن تكون مقبولة. وما زال الجيش يلزم ثكناته.

واستقال العديد من الشخصيات العامة منهم أعضاء في الحزب الحاكم ونواب بالبرلمان للانضمام للاحتجاجات ضد نظام سياسي يهيمن عليه المحاربون القدامى منذ استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962.

وعارض فرعان من الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يمثل عشرات الآلاف من العمال مشاركة بوتفليقة في الانتخابات. وانضم محامون كذلك للاحتجاجات.

واحتشد المحتجون في وسط العاصمة يوم الجمعة في أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ 28 عاما.

وذكر التلفزيون الحكومي أن قوات الأمن اعتقلت 195 شخصا مشيرة إلى ارتكابهم مخالفات مثل السلب والنهب.

تعليق عبر الفيس بوك