ربابنة صور تجتاح بحر مجيس الهادئ.. وفنجاء يفوز على مرباط

الرؤية – وليد الخفيف

تصوير/عبد الله البريكي

وضع صور قدما في نهائي الكأس الغالية إثر فوزه المستحق على مجيس 4-2 في الموقعة المثيرة التي أقيمت بمعقل الخاسر ووسط جماهيره الغفيرة بمجمع صحار الرياضي الذي ظهر في أبهى حلة.

وتقدم مجيس مبكرا برأسية بالا في الدقيقة (14) ثم عزز حسن ربيع تقدم أصحاب الأرض في الدقيقة (52) قبل أن يعود صور بالرد بأربعة أهداف متتالية، فسجل أحمد السيابي الهدف الأول للضيوف في الدقيقة (54) ثم أدرك سعود خميس التعادل في الدقيقة (58) ثم تقدم صور عن طريق سامبا في الدقيقة (85) وأطلق البديل أيمن المخيني رصاصة الرحمة في الدقيقة (91) محرزا الهدف الرابع.

اعتمد مدرب مجيس سالم سلطان على طريقة لعب 4/2/3/1، بينما اعتمد التونسي الزبير محمد مدرب صور على طريقة لعب 4-3-2-1، بوجود ثلاثة لاعبين كمحور ارتكاز في خط الوسط في مسع منه لبناء ستار قوي في منطقة المناورات غير أن أداءهم غلب عليه الطابع الدفاعي.

وظهر مجيس بشكل جيد في أول 20 دقيقة من اللقاء، فآلت له الأفضلية والاستحواذ والسيطرة مستفيدًا من قيام لاعبيه بتنفيذ المهام والواجبات التكتيكية بشكل دقيق، فأحسن لاعبوه الانتشار وعانى صور من بناء الهجمة من الخلف تحت تأثير الضغط على حامل الكرة، فأثمر التفوق البحري عن هدف مبكر من ركلة ثابتة نفذها المتخصص المعتصم الشبلي لرأس المدافع بالا الذي أودعها شباك صور.

الهدف أشعل حماس جماهير مجيس التي عكست صورة الرقي والشجيع المثالي، فرسم المدرج البحري لوحة رائعة عكست مؤازرة قوية للفريق الساعي لبلوغ نهائي الكأس من عام 1991 عندما تبددت آماله آنذاك في معانقة أول ألقابه.

السيناريو الثاني بدأ بعد 20 دقيقة، فتسلم صور زمام الأمور، فدانت له السيطرة والاستحواذ على مجريات الأمور، وشكلت هجماته خطورة بالغة على مرمى مجيس.

الكرات الثابتة كانت مصدر الخطورة للفريقين في الشوط الأول، فمن إحداها سجل مجيس هدفه الأول، واستثمر صور واحدة غير أن العارضة لتصدت للمحاولة لينتهي الشوط بتقدم مجيس.

ومع انطلاق الشوط الثاني اندفع صور في محاولة لتقليص الفارق، فاستغل مجيس المساحات مخترقا الجبهة اليمنى التي صنعت الهدف الثاني بتوقيع حسن ربيع.

التمركز الدفاعي الخاطئ واختراق الجبهة اليمني والارتداد البطيء لعمل التغطية العكسية من جمعة درويش كلف صور استقبال هدف ثانٍ.

التغييرات صنعت الفارق لصور، ولعل نزول جمعه الجامعي كان نقطة التحول في المباراة، تزامنا مع افتقاد مجيس للتركيز والاستمرار في البحث عن هدفٍ ثاني.

جمعه الجامعي وسامبا وسعود خميس وأحمد السيبابي شكلا خطورة حقيقة على مجيس الذي افتقد لتكيتك الضغط على حامل الكرة في وسط الملعب الأمر الذي كشف خط الدفاع وظهور بالا في أسوأ حالاته.

رد فعل صور لم يتأخر سوى ثلاث دقائق فقط عن تقدم منافسه بالهدف الثاني، حيث اخترق السيبابي قلب الدفاع الفاقد للتركيز، ليحرز هدف صور الأول.

لم يغير مجيس من سيناريو اللقاء، ولم يسعَ مدربه سالم سلطان لتأمين الجبهة الدفاعية واللعب على أخطاء منافسه المطالب بالاندفاع، وتواصلت الأخطاء الدفاعية لاسيما من البجهة اليسرى التي كانت ممرا آمنا للاعبي صور، ليستقبل مجيس الهدف الثاني بتصويبة سعود خميس.

ارتفعت الروح المعنوية لصور وتراجعت لمنافسه تزامنا مع تدني درجة التركيز، لم يتمكن سلطان من سد الثغرة في الجبهة اليسرى، اليمنى لمنافسه، ليخترقها سامبا محرزا الهدف الثالث إثر خروج خاطئ من حارس مرمى مجيس.

حاول مجيس العودة للمباراة ولكن الأدوات المتاحة على مقعد البدلاء لم تساعد سالم سلطان، فعانى الفريق في بناء الهجمات وتبددت مساعيه الهجومية.

السرعة في استعادة الكرة منحت صور الفرصة لمحاصرة مجيس في الدقائق الأخيرة، واستمرت الجهة اليمنى في عطائها اللامحدود لصور، فراوغ سامبا مدافع مجيس بالا ومرر عرضية للبديل أيمن المخيني الذي سجل الهدف الرابع من أول لمسه له في المباراة.

الخسارة الثقيلة التي مُني بها مجيس قلّصت من حظوظه في بلوغ النهائي، فبات مطالبا بالاحتفاظ بشباكه نظيفة في ميدان منافسه صور مع تسجيل ثلاثة أهداف من أجل تكرار مشهد عام 1991، أمام صور الذي عاد بفوز عريض فاستعاد بريقه وبات على مشارف النهائي فيكفيه التعادل أو الخسارة بفارق هدفين لبلوغ النهائي والمضي قدما نحو تحقيق اللقب الرابع له في تاريخه.

وتعد مباراة الأمس هي الأفضل لصور هذا الموسم، فبعد الخسارة التي مني بها في الدوري من جاره العروبة، أعلن حالة الطوارئ فعبر تلك الفترة بنجاح على مستوى الأداء والنتيجة.

تعليق عبر الفيس بوك