نعم للقيادات الشابة

 

فايزة الكلبانية

باتت مسألة تعيين قيادات شابة في مختلف المواقع في مؤسسات الدولة مطلبا حتميا في هذه المرحلة البالغة الأهمية من عمر نهضتنا المباركة، واستثمار هذه الكفاءات القيادية المتوفرة لهو شأن بالغ الأهمية، كما إنّها ضرورة ملحة وركيزة أساسيّة لكون السوق بحاجة إلى ضخ دماء شابة جديدة متمكنة، وإتاحة الفرصة لها لإضافة الجديد وتغيير البعض من سياسات العمل التدويرية التي ما لبثت إلا وتدور بين نفس العقول التقليدية والوجوه المتكررة في أكثر من منصب وموقع.

هذا التوجه لتعيين القيادات الشابة مطلبنا جميعا ليس انتقاصا في حق أصحاب الخبرات الطويلة، أو من سبقهم في الإدارة بمختلف المؤسسات، بل إننا بكل قناعة نتقدم لهم بأجزل عبارات الشكر والثناء والتقدير احتراما لمسيرة الكثير ممن بذلوا وأفنوا سنوات عمرهم لأجل الوطن. بيد أننا نؤكد أنّه حان الوقت كي نعطي الفرصة للشباب لقيادة المؤسسات بأفكار غير تقليدية تواكب مستجدات المرحلة المقبلة، في ظل التطورات التكنولوجية والثورة الصناعية الرابعة، وغيرها.

فلكل زمان جيل لابد وأن تكون له رؤية وأهداف ليواصلون مسيرة العطاء لهذا الوطن، لكونهم ذات مؤهلات تعليمية وفكرية تجعلهم قادرين على التعاطي مع متطلبات المرحلة الحالية والانسجام مع أفكار وعقول الشباب العاملين اليوم بنسبة أكبر في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة.

من المؤكد أن الإعلان عن عدد من المبادرات والمشاريع الجديدة، انبثق نتيجة للرؤى والأفكار التي تتطلبها الرؤية المستقبلية واستراتيجيات ومشاريع تنويع مصادر الدخل واستيعابا لقضايا المجتمع المختلفة مثل الصندوق العماني للتكنولوجيا والصندوق العماني للتدريب ومشاريع تنمية مهارات الشباب القيادية والابتكارية وغيرها، إلى جانب مركز الابتكار الصناعي وصندوق الرفد، والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة"، إضافة إلى مركز حماية المنافسة ومنع الاحتكار الذي أعلن عن تشكيلة مجلس الإدارة قبل يومين؛ حيث تم تعيين صاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد رئيسا لمجلس إدارة مركز حماية المنافسة ومنع الاحتكار، ومجلس الإدارة سيكون بعضوية كل من الدكتور ظافر بن عوض الشنفري والدكتور ناصر بن راشد المعولي والدكتور راشد بن حمد البلوشي وحيان بن على اللواتي. ونحن في انتظار تشكيل مجلس إدارة مركز التحكيم التجاري والمركز الوطني للتشغيل وغيره من المؤسسات الجديدة التي رأت النور خلال السنوات الماضية الأخيرة، والتي نجده من البشائر السارة بأن يتم الأخذ بالاعتبار بأن تكون قيادتهم من القيادات والكفاءات العمانية الشابه لكونها من المؤسسات الحيوية والتي يعول عليها في التغيير وفق متطلبات المرحلة الحالية اليوم.

خلاصة الحديث بأنّ تطوير القيادات بالمؤسسات اليوم هو بحد ذاته عامل مبشر وتفاؤل بتطوير الإدارة والأنظمة العملية في المؤسسة، إلى جانب تحفيز الكوادر من الموظفين لاتخاذ مسار من الحيوية والتحدي والعطاء، فالمرحلة صعبة وبحاجة إلى المزيد من الحس العالي بأهمية المسؤولية وعظمها الملقاة على عاتق كل قائد لتلبية متطلبات المجتمع والتغلب على التحديات ولاسيما "قضيّة التوظيف" و "زيادة الدخل والتنمية" التي نضع لها الأولوية في كل خطة عمل نستحضرها.

ختامًا.. تحيّة إجلال وتقدير لقائد عمان الفذ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- ولكل صنّاع القرار والمواطنين المخلصين الذين يبذلون الجهد من أجل دعم استمرار مسيرة النهضة المباركة، ولكل مواطن ومقيم كانت وما زالت له بصماته المستمرة في بناء هذا الوطن الغالي.