ومضات فكرية من كتابات حاتم الطائي (54)

 

(أ‌)    مبادرة للرؤية تدعم الصناعات الحرفية:
جريدة الرؤية ومن مُنطلق دورها المبادر لتعزيز التنمية في مُختلف المجالات، تستعد لتدشين منصة "عمانيتيز" الإلكترونية، لدعم رواد الأعمال والحرفيين، وبما يضمن توفير منصة تسويقية جذابة تأخذ بروح العصر وتعمل على الاستفادة من التطور التقني الحاصل من حولنا، دون أن نقف مكتوفي الأيدي غير قادرين على التطور. هذه المنصة الإلكترونية هي أشبه بـ"مول تجاري إلكتروني" تتيح الفرصة لأصحاب المنتجات المتنوعة، ومنها بالمقام الأول المُنتجات الحرفية، للتسويق لها وتعريف الزبائن بخصائصها ومُميزاتها، ويحدونا الأمل في أن تكون خير داعمٍ لهم حماية لحرفنا العُمانية وارتقاءً بها، وتعزيزًا لهُويتنا الوطنية.

(ب‌)    الموروثات الحرفية في خطر:
بدأت مخرجات الثورة الصناعية الرابعة تكستح شتى مناحي الحياة، مع ابتكار منتجات جديدة مواكبة لهذا التغير التقني الهائل، وهو ما يُهدد بالفعل الموروثات الحرفية حول العالم، وقد شهدنا في عدة دول أنَّ بعض المنتجات الحرفية كانت تلقى في وقتٍ من الأوقات رواجًا هائلاً، لكنها الآن تُكافح من أجل البقاء ولو بنسب ضئيلة للغاية مُقارنة مع ما سبق، وهذا يأتي في إطار التحديات التي تواجه قطاعات عدة، ومنها قطاع الحرفيات.

(ت‌)    لماذا ندعو لدعم الصناعات الحرفية؟
هناك العديد من الفوائد والإيجابيات المُتحققة من دعم الصناعات الحرفية، أولها حماية الهوية العمانية، وهذه الهوية على الرغم من تجليها في الكثير من جوانب الحياة، إلا أنَّ الصناعات الحرفية واحدة من أبرز صور الحفاظ على هذه الهوية، عبر مواصلة الاهتمام بالموروث العماني الأصيل وتوظيفه في مختلف الاستخدامات، سواء كان ذلك عبر استخدام المُنتجات الحرفية في أعمال الديكور والزينة، أو استخدامها في جوانب حياتية عملية، فالأزياء العمانية التراثية لا تزال النساء والفتيات ترتدينها في المناسبات الوطنية وحفلات الزفاف وغيرها من الفعاليات، وأيضاً استمرار ارتداء النساء للحُلي العُمانية. ومن بين الاستخدامات العديدة للمنتجات الحرفية في حياتنا اليومية، أنه لا يخلو بيت عُماني من "المندوس"، بمختلف أشكاله البديعة، فضلاً عن المنتجات الأخرى مثل الخواتم والحلي والخنجر العُماني والمنتجات الفخارية والأواني، وغيرها.

(ث‌)    دعوة للنهوض بالصناعات الحرفية:
(1)    الصناعات الحرفية قادرة على أن تكون رافدًا تنمويًا على المستويات كافة، اقتصاديًا واجتماعيًا وصناعيًا، فقط يتعين علينا الأخذ بزمام المبادرة والإسراع بإيجاد آليات تضمن تنفيذ المقترحات والأفكار البناءة التي تعمل على تحقيق ريادة هذه الصناعات والحفاظ عليها لأجيال مُتعاقبة في المُستقبل.

(2)     النهوض بالقطاع الحرفي يستلزم اتخاذ حزمة من الإجراءات واتباع مجموعة من السياسات التي تضمن وضع المنتج العماني في الواجهة، ونقترح هنا أن يتم تخصيص جزء من ميزانيات الهيئات والمؤسسات لشراء المُنتجات الحرفية، عند تنظيم المعارض والمؤتمرات والفعاليات المُختلفة

(3)     نأمل أن تسارع مؤسسات الدولة المعنية بوضع التشريعات القانونية اللازمة لتنظيم العمل الحرفي وضمان سُبل الدعم والتطوير، فضلاً عن إيجاد صيغة ملائمة لحث أبناء الحرفيين على امتهان حرفة الآباء والأجداد، وأيضًا فتح المجال أمام المواطنين من خارج الأسر الحرفية، لتعلم أسرار هذه الحرف الرائدة.

(4)    نناشد المسؤولين عن كلية الأجيال أن تتسارع الخطى قدر الإمكان لافتتاح هذا الصرح الأكاديمي الذي من المُؤكد أنه سيُحقق الكثير من الفوائد والمنافع للقطاع الحرفي، إذ ستكون هذه الكلية المؤسسة الأكاديمية الأولى ربما على مستوى الوطن العربي التي تمنح درجة أكاديمية في المجال الحرفي.

(5)    نقترح في هذا السياق إنشاء معاهد تدريب متخصصة في المُحافظات، تعمل على ربط الحرف العُمانية بالواقع الجغرافي لها، فمثلا يتم إنشاء معهد حرفي في ظفار لتدريب وتأهيل المُواطنين على صناعة المجامر الفخارية التي تشتهر بها ولايات محافظة ظفار، وكذا الحال في ولاية صور.


(ج‌)     رعاية سامية مستدامة:

(1)     يحظى قطاع الصناعات الحرفية بالكثير من الدعم السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المُعظَّم- حفظه الله ورعاه- من منطلق إيمان جلالته بدور الموروث العُماني في الحفاظ على الهوية الوطنية.

(2)     الحرص السامي على إيلاء هذا القطاع العناية والرعاية يُبرهن على مدى الاعتزاز والفخر بما نملكه نحن العُمانيين من مقومات حضارية وثقافية لا تتوافر لدى الكثير من الأُمم

(3)     احتفال السلطنة في الثالث من مارس من كل عام باليوم الحرفي العُماني، للتأكيد على ما تحظى به الصناعات الحرفية من مكانة رفيعة لدى المقام السامي وفي نفوس المُجتمع العُماني.

(4)     الدعم السامي تمثل في الكثير من المواقف، أهمها على الإطلاق تخصيص جائزة تحمل اسم جلالة السُّلطان المُعظم للمجيدين في العمل الحرفي، وهي جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية، والتي تمنح لأصحاب الإبداعات والابتكارات الحرفية المُتميزة كل سنتين، وتُعد أرقى وأسمى جائزة في هذا المجال.

(5)     إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية في عام 2003، والتي تُعد الآن الحاضنة المؤسساتية للقطاع الحرفي والنافذة التي من خلالها يتم تقديم أوجه الدعم والرعاية، وأيضاً المؤسسة المسؤولة عن تنظيم العمل الحرفي ووضع آليات العمل الكفيلة بإنجاح القطاع، إلى جانب مهام وأدوار أخرى منها تنفيذ مختلف برامج التطوير والتأهيل للحرفيين، وتعزيز إسهام الصناعات الحرفية في الاقتصاد الوطني، ودعم مُشاركة الحرفيين في شتى المعارض المحلية والإقليمية والدولية.

(6)     تخصيص مبالغ الدعم المادي اللازم للنهوض بأوضاع الحرفيين، بجانب الدعم المقدم سنوياً للحرفيين في مختلف تخصصاتهم، وتوجيه مؤسسات الدولة والقطاع الخاص إلى تقديم سُبل الدعم والتحفيز للقطاع الحرفي. والمقصود بالدعم هنا ليس فقط الدعم المادي، بل أيضاً الدعم المعنوي والأدبي للحرفيين، عبر صور متنوعة، مثل المسابقات المتنوعة والجوائز، وتسليط الأضواء الإعلامية على الحرفيين، وافتتاح المعارض والمنافذ التسويقية لهم، وتحفيز مُختلف المؤسسات على شراء المنتجات الحرفية.

 

تعليق عبر الفيس بوك