خواطر تربوية تسوية الصراعات من مسئوليات القائد(11)


حمدي عبد الله أبو سنة | مصر – خبير تربوي وكبير معلمين

حسبِ دائرة المعارف الأمريكية يتم تعريف الصراع على انه "حالة من عدم الارتياح أو الضغط النفسى الناتج عن التعارض أو عدم التوافق بين رغبتين أو أكثر من رغبات الفرد أو حاجاته" كما يمكن تعريفه على انه كفاح حول القيم والمطالب المتعلقة بالمكانة أو الموارد وقد يهدف الى إلحاق الضرر بالغير أو إزالة المتنافسين والتخلص منهم إضافة إلى تحقيق القيم المرغوبة. الصراع  حقيقة داخل كل النظم وربما يشير إلى العنف وقد يعنى التحديث بناء على ذلك فإن الصراع داخل المدراس أمر حتمى لأن الطلاب والعاملين يأتون إلى المدرسة بقيم ومعتقدات مشتركة وبذلك صار الصراع جزء من الحياة اليومية .
المدير يتعامل مع الصراعات على أنها ظروف غير مرحب بها لأنها تعطل العمل . لذلك فإنه يحاول تجنبها وحينما يستحيل تجنبها فإنه يميل إلى إزالتها بأسرع ما يمكن . أمام المدير اختياران وهما إما الاستسلام للتوترات وإما رفض التعامل معها. وفى الحالتين فإن هذه الاختيارات إدارة سيئة وتؤدى إلى ظروف سلبية. يواجه المدير طلبات من العاملين ويقابلها بالتجاهل على أساس الإعتقاد بأنها سوف تتبدد فى النهاية أو القبول بها لتهدئة المعلمين كحل سريع سياسى مفيد.
أسباب الصراع فى المؤسسات التربوية كثيرة فيها :-
1- التنافس بين المعلمين بسبب الأنشطة أو أنصبة الحصص .
2- عدم وضوح ودقة التكليفات الموزعة على المعلمين والإداريين وغموض الأدوار.
3- التغير فى الهيكل الوظيفى داخل المدرسة مثل تغير أحد المعلمين إلى مدير أو العكس وضعف فعالية الاتصال .
4- التناقض بين الأهداف الشخصية والأهداف العامة للمدرسة .
5- العلاقات المتداخلة التى تربط بين المدير والمعلمين والإداريين والتلاميذ وأولياء الأمور والمهتمين بالشأن التربوى .
6-  التفاوت بين كفاءات الأشخاص نفسيا واجتماعيا وحالات الرضا الوظيفى من عدمه وكذلك الفجوة بين الأجيال  من ناحية العمر والتفكير.
7- نمط القيادة السائد فى المدرسة من ناحية الالتزام بحرفية القوانين واللوائح أو البعد عن العلاقات الإنسانية أو النمط الفوضوى أو الديمقراطى .
القائد يدرك أن تسوية الصراعات تتطلب أكثر من التراجع أو الاستسلام أو بمنتهى البساطة الانحياز إلى طرف دون الآخر. القائد يدرك أن إدارة الصراع وحله أمر معقد ومسئولية يقابلها تحديات كثيرة وكبيرة. إنها تتطلب تشخيص المواقف بدقة ومن كل الجوانب ثم تطبيق وسائل موضوعية لإدارة هذه الأمور. على القائد أن يدرك أن عامل الصراع الكامن فى التحسين التنظيمى وأدائه كوسيط نزيه تحكمه القدرة على استمرار التنسيق والترتيب مع أصحاب المصلحة.
وصايا للتعامل مع الصراع :
1: تحديد الوقت والمناخ المناسب لمناقشة موضوع الصراع وإمكانية التأجيل لتهدئة النفوس.
2: تحديد المطلوب بدقة قبل الدخول فى المناقشة .
3: التركيز على المستقبل وعدم النبش كثيرا فى الماضى.
4: التوافق والتكامل والتسامح أسلوب جيد لتسوية الصرعات.
5: عدم الخوف أو الاندفاع والتعامل بصدق واحترام للآخرين.
6: التركيز على الجوانب الإيجابية وتجنب التلويح باستخدام السلطة.
7: التنازل لا يكون عن القيم أو المبادئ لأنه قد يضر بالصالح العام.
 عموما فإن القائد ومن يتصف بصفات القيادة هو القادر على إدارة الصراع بحيث يقود المعلمين إلى بر الأمان ومن يعتمد على أـسلوب السيطرة بحكم ما لديه من سلطات ويلحق الضرر بالغير او يزيله من المؤسسة هو يعتبر رئيس أو مدير عمل وأبعد ما يكون من كونه قائد أو يتصف بصفات القيادة.

 

تعليق عبر الفيس بوك