معرض بلا ترويج

 

علي بن بدر البوسعيدي

رغم كونه حدثاً ثقافيا دوليا وعربيا كبيرا ورغم هذا الزخم الذي يحظى به معرض مسقط الدولي للكتاب، والذي يعد عرساً ثقافياً كبيراً تشارك فيه 882 دار نشر من ثلاثين دولة وسط حضور رسمي وثقافي كبير في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض بمدينة العرفان، إلا أنَّ هناك ملاحظات تتعلق بغياب الترويج للمعرض وتعريف المواطنين والمقيمين بمختلف فعالياته وكونه فرصة ثقافية عظيمة لا تتكرر إلا كل عام.

ويمكننا الإشارة إلى نموذج ناجح في الترويج مثل مهرجان مسقط الذي تجد في كل مكان لافتة تدعوك إلى متابعة فعالياته، وتجد زخماً ترويجياً كبيرا في مختلف وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية والمسموعة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي، لأنَّ المسؤولين عن المهرجان يهتمون بالترويج له ويخصصون ميزانيات لذلك، ولهذا توافد الآلاف من المواطنين والمقيمين والسياح على مواقع المهرجان يومياً.

أما معرض مسقط الدولي للكتاب فلم تخصص من أجله ميزانية للدعاية الواجبة والترويج من أجل لفت الانتباه محلياً وعربياً إلى حدث ثقافي مهم مثله، وإن حدث ذلك لتوافد الآلاف على المعرض ولشهدت حركة الشراء للإصدارات تسارعاً كبيراً.

كذلك من المهم القول إنَّ هناك آلاف من دور النشر أنفقت أموالاً من أجل المشاركة في المعرض، ومن حقها أن تجد جمهوراً كافياً يقبل على شراء إصداراتها من أجل أن تعوض ما أنفقته كرسوم للمشاركة.

كما تُعد هذه الفعاليات الدولية التي تشهد مشاركة عدد كبير من دول العالم فرصة أيضًا للترويج للسلطنة سياحياً وثقافياً ولفت الانتباه إلى مزاياها والتعريف بمخزونها الثقافي والتراثي والحضاري الكبير الممتد إلى فجر التاريخ.

كذك هو فرصة لتقديم صرح كبير مثل مركز عمان الدولي للمؤتمرات إلى العالم كله، واستثماره من أجل سياحة المؤتمرات ولتصبح مسقط مركز جذب لأهم المؤتمرات الدولية والعربية، علاوة على الفعاليات والضيوف وتوفر الكتب بكل حرية وبالحد الأدنى من الرقابة، ولدينا ضيف مهم مثل الصحفي العالمي الكبير توماس فريدمان لم يتم الترويج لتواجده بالمعرض بالشكل الذي يليق به.

 خلاصة القول أنَّ ما جرى من عدم الدعاية للمعرض فيه ظلم كبير له كحدث عالمي مهم، كان يجب استثماره، فالدعاية تعتمد على تضخيم الأحداث أو المنتجات، فما بالنا بحدث هو الأضخم من نوعه الآن ولم يجد مايستحقه من دعاية.