تعزيز شبكة الطرق بالعامرات حاجة ملحة وعاجلة..

إبراهيم الهادي

وسط ضجيج الطرقات وهدوء صباحات الشتاء الجميل، تفوح الأشجار عبيراً للكادحين، وتنشر الجبال الراسيات صفاءها لأصحاب الهمم العالية، شعور لا يتنفسه إلا المُشمرون عن سواعد الجد والنافضون عن أجسادهم أكوام الكسل البغيضة، فيستقدمون ساعة قبل بدء العمل، يعملون بضميرهم قبل مُمارسة أدوات عملهم، مشاهد تسطرها الطرقات في كل صباحات مبكرة يدونها المبكرون للعمل والشاحذون للهمم، مواقف تشرح للمتأملين تفاصيل الشوارع مع بزوغ الفجر وإشراقة الصباح الجميل لنجوب معها في طرقات العامرات التي تشهد نموًا متسارعًا يكاد فيه الشهر لا ينقضي إلا ومعه عشرات المنازل الجديدة تفتح أبوابها لقاطنين جُدد، وهو ما تتدفق معه أسراب المركبات بتضاعف أعدادها مئات تلو المئات وعلى الطرقات نفسها التي رصفت منذ سنين طويلة، طرقات بدت فيها الزحامات المرورية تغلب على المظهر العام، ظاهرة جديدة تضج فيها الدوارات الحالية وباقي المسارات في شبكة الطرق بالولاية بدءًا من دوار الحاجر – دوار الشرطة - ومرورًا بدوار سيح الظبي ثم دوار العامرات ووصولاً إلى دوار البجرية، ناهيك عن الزحامات المرورية التي تشهدها الطرق الداخلية للمخططات السكنية الحديثة كمناطق الخامسة ومدينة النهضة وغيرها، ولعل أبرز الزحامات المرورية هي التي تقع على دوار الحاجر حيث تتقاطر آلاف المركبات تقف مصطفة من منطقة العتكية إلى دوار الحاجر – دوار الشرطة -  بمسافة تزيد عن سبعة كيلومترات بشكل يومي، إنَّ هذا الوضع إذا استمر على هذا النحو فإنِّه سيعطل مصالح الأعمال الوطنية التي يقوم بها الأفراد ما يتطلب صياغة خطط جديدة بخطى حثيثة لمُجابهة شلل الطرقات مستقبلا، فالطرق الحالية بات تعزيز توسعتها حاجة ملحة مع فتح أخرى كمنافذ عبور،  تمامًا كما هو الحال لحاجة استبدال طريق العامرات بوشر بنفق جبلي يسهل على النَّاس وعورة الصعود والنزول الحاد ويقيهم شر مخاطره، إن تعزيز الطرق وتوسعتها يفتح آفاقاً جديدة وأنماطاً حديثة تواكب العصر وتتلاءم مع معطياته ومتطلباته وعليه أقترح الحلول التالية:

أولا: عمل نفق جبلي يربط ولاية العامرات ببوشر بدلاً من الطريق الخطر والوعر الحالي– وقد تطرقنا لهذا الموضوع عدة مرات في مقالات سابقة.

 ثانيا : عمل جسر على دوار الحاجر بحيث لا يتوقف القادمون من مناطق الحاجر وولاية قريات وولايات جنوب الشرقية عند الدوار

ثالثاً: عمل جسر آخر على دوار سيح الظبي بحيث تكون حركة السير فيه انسيابية دون توقف.

رابعا: عمل جسر ثالث يتوسط دواري العامرات والبجرية ليحل محل الدوارين مع عمل طرق فرعية له تخدم المناطق المطلة عليه

خامسا: إضافة حارتي مرور من دوار الحاجر – دوار الشرطة - إلى جسر المحج لكل اتجاه ليُصبح الطريق ذو أربع حارات مرور لكل اتجاه.

سادساً: إضافة حارة رابعة للمسار من جسر المحج إلى طريق وادي عدي والعكس لتصبح حارات المرور أربع حارات لكل اتجاه.

سابعاً: ضرورة عمل ازدواجية للطرق الداخلية التي تعج بالكثافة السكانية وأبرزها الطريق الذي يتوسط مناطق الخامسة ويربطها بالمنطقة السادسة وعمل ازدواجية للطريق الذي يربط منطقة الخامسة بعقبة العامرات بوشر إضافة إلى عمل ازدواجية طرق مدينة النهضة نظرا لما تشهده هذه المناطق من كثافة سكانية عالية، إن هذه الجسور وازدواجية الطرق التي ضمناها في النقاط السبع هي الأساسية وهناك حاجات ملحة لمناطق أخرى بولاية العامرات تضج بالزحام أيضًا لا يتسع المقال هنا لذكرها وستضج أكثر خلال السنوات القليلة القادمة نظرًا لما تشهده الولاية من توسع عمراني ونشاط تجاري واقتصادي متسارع، وأخيرا فإننا ندرك أنَّ المعنيين ببلدية مسقط مدركين لهذا الوضع لكننا نتطلع إلى إدراجه في الخطط الحالية وعلى أن يوضع من الأولويات ومن المواضيع العاجلة، لأنَّ رسم الخطط والموافقة عليها وتنفيذها يتطلب وقتاً والوقت لوضع ولاية العامرات حالياً لا يسعفه الإدراك مستقبلاً.