مطالبات بإعادة النظر في ملف المشاركات الخارجية لأنديتنا

...
...
...
...

 

الرؤية - أحمد السلماني

جاءَ وقع خُروج نادي النصر من كأس الاتحاد الآسيوي مؤلمًا لجماهيره، وللوسط الكروي العماني، لتعج وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، مُطَالِبة بوقف المشاركات الخارجية بعد أن خسر الفريق بطاقة المنافسة بالملحق الآسيوي أمام هلال القدس الفلسطيني 1/2 ذهابا في الخليل، والخسارة في عقر داره بصلالة بهدف، ليتأكد خروجه من الباب الضيق؛ أي أنه لم يدرك حتى دوري المجموعات.

وظهرتْ مُطالبات بوقف مشاركة الأندية العمانية خارجيًّا عطفا على نتائجها المخيبة للآمال في السنوات الأخيرة، وخروجها من الأدوار الأولى دون أن تسجل حتى حضورًا واحدًا في التأهل عن مجموعاتها.

وحقَّق نادي عمان في العام 1994 أفضل إنجازات الأندية العمانية آسيويا بعد أن تمكن من تحقيق وصافة آسيا بنظام البطولة القديم عندما خسر النهائي بصعوبة أمام بنك الفلاحين التايلندي ½، ثم جاء إنجاز نادي النهضة عندما خسر في الدور نصف النهائي امام المحرق البحريني. كما يذكر العمانيون جيدا أول ألقاب الكرة العمانية خارجيا بتحقيق نادي فنجاء للقب كأس أندية مجلس التعاون الخليجي عام 1989 أمام المحرق البحريني، والذي قفز بالكرة العمانية نحو آفاق جديدة، بعد أن واصل الملك الفنجاوي عروضه القوية في تلك الفترة، وخرج من الدور نصف نهائي البطولة العربية، في حين حقق وصافة البطولة الخليجية أندية ظفار والسيب وصحم، عدا ذلك فإنَّ الكرة العمانية لم تتمكن من تسجيل تاريخ جديد لها في البطولات القارية سواء على مستوى المنتخب أو الأندية، وتعاني الأندية العمانية.

وفي هذا السياق، يقول نجم الكرة العمانية ومدير منتخبنا الوطني للشباب إسماعيل العجمي: في ظل هذه المستويات المتدنية، أرى أن تعتذر الأندية عن المشاركة، وهذا أفضل طالما أنها لا تعرف ما الذي تريده من البطولة، ثم تقرِّر هل ستشارك أم لا. أما الحضور كضيوف شرف والخروج المبكر من  البطولات، فهذا يؤثر بشكل مباشر على سمعة الكرة العمانية وحضورها إقليميا وقاريا، وهذا غير مقبول؛ وبالتالي فإن الأمر يستدعي منا تغيير نظرتنا تجاه هذه البطولات ووضعها ضمن الأولويات، والاستعداد لها جيدا وتحمُّل مسؤولية أن النادي يمثل كرة القدم العمانية كلها، وبالتالي إذا لم نرتقِ بطموحاتنا في هذه البطولة فمن الأولى التقوقع داخليا وليس هناك من داع للمشاركة أصلا.

بينما قال عماد الحوسني المحلل الفني بقنوات (bein sport) القطرية: اهتمام الأندية بالمشاركات الخارجية لا يرقى وأهميتها، ولي تجربة في هذا الشأن، ولا أعلم إلى متى سيستمر مسلسل مشاركاتنا المهزوز إذ إنَّ مثل هذه النتائج تعودنا عليها، وليست هناك من مبادرات للتغيير كما يَنسى أو يتناسى القائمون على الأندية المشاركة خارجيا أنهم يمثلون وطنًا؛ والأولى عدم المشاركة إذا كانت من أجل المشاركة وعدم ترك بصمة تعكس تطور الكرة العمانية وما يقدمه المنتخب من مستويات لافتة.

وقال غانم السعدي أحد النجوم الدوليين: الحديث عن الكرة العمانية ذو شجون، أما عن مشاركات الأندية العمانية خارجيا فهي مخجلة، ولا تعكس التطور النسبي بالمنتخب، وهذا يعود لعدم تهيئة الفرق في بيئة كروية سليمة، والارتقاء بها بنمط احترافي ولو نسبيا، من أجل ضمان حضور خارجي للكرة العمانية، وهذا موجود في المنتخبات الوطنية من حيث النمط التدريبي بمعسكراتها، والذي يجب أن يتوافر في الأندية، إلا أنه غير موجود للأسف، خاصة سواء من حيث وجود الأسماء التدريبية العالية أو قوة الدوري والاحتكاك بالأجانب، وهؤلاء غالبيتهم دون الطموح من حيث المستوى الفني؛ وبالتالي طبيعي أن نظهر بهذه المستويات الباهتة، وبطريقة اللعب العشوائية وغير الممنهجة التي نراها، فنستنتج أن لاعبينا لا يتعاملون باحترافية مع المناسبات الخارجية، البون شاسع بين أنديتنا وباقي الأندية الآسيوية، ويفضل أن نتوقف عن المشاركة ولو مؤقتا، حتى لا تتأثر سُمعة الكرة العمانية بعد العروض الجميلة التي قدمها المنتخب، وإلى هنا وكافي، وأتمنى أن تحظى مشاركاتنا المقبلة بشيء من الاهتمام.

يًذكر أن نتائج مشاركتنا آسيويًّا في آخر 5 سنوات لم تكن مرضية بالمرة، فقد شارك السويق وفنجاء في العام 2014؛ الأول جاء ثالثا في مجموعته بـ7  نقاط، وفنجاء ثالثا بـ6 نقاط. وفي العام 2015، حل النهضة ثالثا بـ7 نقاط، في حين خرج فنجاء من الدور التمهيدي. وفي العام 2016، حلَّ صحم ثالثا بـ7 نقاط، وجاء السويق أخيرا بـ5 نقاط. وفي العام 2018، حل ظفار ثانيا بـ8 نقاط، إلا أنَّ نظام البطولة حرمه من التأهل إذ لم يتمكن من تحقيق مركز أفضل ثاني في حين فاجأ السويق الوسط الكروي بحلوله أخيرا وبصفر من النقاط؛ لذا خلاصة التقرير والأرقام تقول: "لنعيد النظر في المشاركات الخارجية، طالما أنها للسفر والنزهة فقط، وليست للمنافسة؛ فمتى ما لمسنا اهتماما من المنظومة الكروية بالمشاركات الخارجية، حينها لنصرح لأنديتنا بالمشاركة.. حفاظا على سمعة الكرة العمانية".

تعليق عبر الفيس بوك