رفرفات - قصص قصيرة جدًّا


حنان الشرنوبي | مصر

(1)    انجذاب:

تركتهم إلى اتساع بحرِها.. كان خاليًا إلّا من بعض النوْرسات الّتي سرعان ما ألِفتها.. لم تستطع فتح كتابِها؛أرادت أن تصيح. عجزت..
وضعت أشياءها على الشاطئ..تركت قدميها لمداعبة أمواجٍ لطيفة.. لم تعِ بانجذابِها.. توغلتْ إليه.. تحررتْ دموعُها المقيّدةُ منذ زمن..
زبدُهُ الرّغوِيُّ يُدغْدِغُها علّها تبتسم.. احتضنها؛استسلمت…
 
(2)     أصوات:
تحومُ حوله كالطّنين.. لا يستطيع الفِكاك منها.. تمتزجُ بمسامِه فتُخلْخِلُها؛ ينفُضُها بعنف،ترتجُّ بسخرية، يستيقظ ُفزِعًا ليجدها متدثّرة بأنفاسِهْ..
يُغافِلُها متسلّلًا غير أنّها تعود لتحوم…

(3)     بيانو:
لحظات ٌ وينتهي كلُّ شيء.. دبيبٌ يدقُّ عظامٓها الطاعنة؛تنتفض..تستند إليه، تلامسْهُ أصابعُها؛ ترفرفُ أوجاعُها..
تحلِّق عذوبتُها العشرينيّة.


(4)     غُمِّيضة:
وضع كفّيه على عينيها، كانت تعلم أنّه أوسطُ أطفالِها،عمدتْ إلى الخطأِ ليسعدوا بفوزِهم؛ تعالت الضّحكات…
التفُّوا حول فِراشِها، سكنتْ أنفاسُها..أسبٓلٓ أوسطُ  رجالِها عينيها.
 

(5)     دمٌ أزرق :
حملتْ أثقالٓها اليوميّة في طريقِها الحالك، نُباحاتٌ مزعجةٌ معتادٓة،خُطواتٌ متأنّيةٌ تتبعُها،تُبطِّيءُ من أنفاسِها،تُعاودُ الخطواتُ كرّتها؛ تعدو؛ ليقف أمامها متحدّيًا، تصرخ بشاعته الشيطانيّة، تلطُمُهُ فتُلامسُ فراغًا شبحيًّا، تجري..
تغلقُ بابها بإحكام،و في المرآة ترى شحوبٓها. وتٓراهُ يشيرُ بعتابٍ ساخرٍ إلى قطرة دماء زرقاء على وجهِهِ جرّاء لطمتِها.

(6)     الهدية
نظر إلى ما يشبهَهُ من ملامحها..فتح نافذة ذاكرتِها..دعاها إلى البحث عما فقدته..لمح في ركنٍ سحيقٍ ضحكةً تتلألأ..ناوَلَها إياها.
رأته فيها وأياماً أوشكت على الاحتضار..هاهي ذي تلعب مع الخيل بجوار ذلك الاسطبل الشهير..رأت (عم سليط) يشاكسها ليحصل على نظرة مبتهجة مقابل بعض(الأرواح)..رأت أبناء خالتها وأصدقاء طفولتها..تدحرجت دموع الامتنان على خدِّها..جمع طفولتها في عُلبة قطيفة وعطَّرها بيود بحر الأنفوشي و..مضى.

 

تعليق عبر الفيس بوك