عمق الأزمة في صحم

 

أحمد السلماني

حالة من الاستياء الشديد تسود الوسط الرياضي وجماهير "الموج الأزرق" بعد الزلزال الكبير الذي هزَّ نادي صحم جراء الخسارة المريرة من نادي ظفار، بسباعية قاسية، كشفت بجلاء عمق الأزمة التي يمر بها النادي والذي أنقذ نفسه بشق الأنفس في الموسم الماضي، بعد أن كان على شفا الهاوية والهبوط..

الجماهير والوسط الرياضي لهم كل العذر بلا شك، فمن يعرف الانتماء الكبير والعلاقة الخاصة التي تربط اسم وكيان النادي بجماهيره، يدرك يقينًا أنها جماهير استثنائية قلَّ نظيرها.

نتيجة ثقيلة كهذه في عالم كرة القدم واردة وبقوة، فالطرف الآخر كان الزعيم الذي يعيش موسم انتعاشة غير عادي ويُغرد بالصدارة ولكن ولأننا نعرف صحم وما يختزنه لاعبوه من إمكانيات ولأنها نتيجة تاريخية وغير مسبوقة فإنَّ سبر أغوار ما وراء هذه النتيجة من أزمة بات أمرًا ملحًا، إذ إن النتيجة غير مستساغة بالمرة، ظاهر الأزمة إنما هو مادي بحت على خلفية تراكم مستحقات اللاعبين ومغادرة مدرب الفريق قبل أيام والذي أكد للإعلام أنه كان يعمل كمدرب وكأخصائي اجتماعي لحل أزمات اللاعبين بعد تأخر مستحقاتهم في محاولة يائسة لرص الصفوف ولكن المشكلة أعمق من ذلك بكثير.

المدرب عبد القادر جيلاني الذي غادر مع نهاية مباريات الدور الأول لدوري عمانتل، جاء خلفًا لأربعة سبقوه واجهوا نفس المصير وهذه معطيات ومؤشر حقيقي إلى أن دورة عمل النادي ومنظومته الإدارية غير سليمة بالمطلق وتحتاج إلى إعادة نظر وتدخل جراحي عاجل من قبل الجهات المسؤولة عن الرياضة بالسلطنة.

ولقد تجاوزت الجمعية العمومية في الحل لأنها محاطة بعلامة استفهام عجيبة لكل من سألتهم أو حاولت استخلاص شيء عنها فالشروط التعجيزية وغير المنطقية التي وضعتها الوزارة ويطبقها مجلس إدارة النادي بحذافيرها كونها تخدم رؤاه، تمثل حجر عثرة أمام تصحيح المسار والتغيير للتطوير وبالتالي إعادة النظر فيها مطلب أساسي فالمصادر تتحدث عن جمعية عمومية لصحم تتجاوز 1200 عضو العام 2003 في حين أن اجتماعها العادي حالياً يحضره عدد لا يتجاوز الـ60، أحد أبناء النادي قال لي صراحة "من يمتلك بطاقة عضوية نادي صحم حاليًا عليه التمسك بها فقد أضحت كنزا يعز على الكثيرين"، هنا أترك التعليق لوزارة الشؤون الرياضية، إذ لطالما كانت الجمعية العمومية ملجأ لتجاوز مثل هذه الأزمات.

وليس صحم وحده من يعاني من هكذا ترهلات إدارية وتراكمات للمديونية إنما هذا المشهد العام يجتاح غالبية أندية دوري عمانتل وأندية السلطنة الأخرى، مع استثناءات بسيطة لأندية استشرقت المستقبل فأسست لعمل مؤسسي سليم واعتمدت على استثمارات تدر عوائد ومداخيل، هذا موجود في أندية لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة من أصل 44 نادياً غالبيتها تعيش بتعاسة على استجداء الهبات والدعم الحكومي "لو تلحق بوزارة التنمية الاجتماعية أفضل من وزارة الشؤون الرياضية".

اليوم وبدون مواربة أو مواراة، على مجلس إدارة النادي أن يتحلى بالشجاعة المطلوبة في هذا الوقت والتنحي بعد أن أدى ما عليه طوال السنوات الماضية، ولا يجوز ثم لا يجوز أن تدس الجهات الرسمية المعنية بهذا القطاع وجهها في الرمال وتتوارى عن المشهد، الوزارة واللجنة الاستشارية بالنادي برئاسة سعادة الشيخ والي الولاية، والموجودة في كل أندية السلطنة على عاتقها مسؤولية الأخذ بيد أبناء النادي من أجل التحري عن عمق الأزمة وتدارك الأوضاع ومعالجتها بالطرق السليمة وتعيين مجلس إدارة مؤقت يعيد ترتيب "البيت الصحماوي"؛ إذ إنَّ هذا الكيان العريق أكبر من أية شخوص.