مسقط – سلطنة عمان
أبونبراس:
شرَّفْتني يا قلبُ في دنيا الهوى
أنتَ اللبيبُ لكلِّ ظبيٍ تعزفُ
أحمد الوائلي:
أغريْتني حتى كأنِّي لم أكنْ
ذاك الفتى وجراحُ حبِّي تنْزفُ
أبو نبراس:
باللهِ قلِّي هل رأيْتَ مليحةً
أم سهْمُ عيْنكَ هكذا يتَصرَّفُ
أحمد الوائلي:
إن الذي شاهدتَه لو قُسِّمتْ
بين العيونِ فكلُّ رمْشٍ يطْرفُ
أبو نبراس:
أوهكذا طعْمُ الجمالِ بعيْنكمْ
وكأنَّ قلبي في حماكَ يُرفْرفُ
أحمد الوائلي:
دعه يرفرف حيث شاء توددًا
إن الجمال وطعمه لا يوصفُ
أبو نبراس:
قد سرَّ ناظرهُ نظارةَ نضْرها
ويلي -وربك- ما تقولُ الأحرفُ
هيا لنرسم ما تقول عيوننا
في رملةٍ بيضاءَ منها نقطفُ
فلربما ترِدُ المحابرُ شاطئي
وتقولُ إنا منْ هواكمْ نغرفُ
أحمد الوائلي:
إني سأنقشُ في الصخور محبَّتي
فالرملُ تطويهِ الرِّياحُ وتنْسفُ
أبو نبراس:
لو كنْتَ أمَّلتَ الرمال تحيَّةً
لغدوْتَ نبْراسًا بضوْئكَ تذْرفُ
أحمد الوائلي:
إنَّ اليراعَ إذا يجِفُّ مدادهُ
فأنا يراعي لا أخالكَ ينْشفُ
أبو نبراس:
إني أناشدُكَ العشيَّةَ صاحبي
ما لونُها ما شكْلُها لوْ تعْرفُ؟؟!
غجريَّةٌ حسْناءُ مثلُ سحابةٍ
أو فرْقدٍ في ليْلِ حلْمِكَ يشْرفُ
إنِّي خشيتُ بأنْ أقولَ خِلافَ ما
ما قدْ رأيتَ أخالُ وصْفي يهْرفُ
أحمد الوائلي:
بيْضاءُ مثْلُ البدْرِ أمَّا خدُّها
وردٌ ولكنِّي لها لا أوصِفُ
أبو نبراس:
جوريَّةٌ عُصِرتْ على خدِّ المَها
أم كلْثمُ الوجْهِ الجميلِ تَصفْصفُ
أحمد الوائلي:
خيْلي متى أسرجْتُها نحْو الهَوى
عثرتْ وظلَّتْ في السَّباسبِ تنْزفُ
أبو نبراس:
يا أيُّها الفنَّانُ هلْ منْ صورةٍ
منْ كلِّ خدٍّ أبيَضٍ تتَألَّفُ
أحمد الوائلي:
إني كتمتُ الحبَّ لسْتُ أبوحُهُ
أتريدُني بجمالِ حُبِّي أهْرفُ
أبو نبراس:
ما لي ظننْتُ لحبِّكمْ أنْموذجًا
للعاشقينَ وكلِّ حبٍّ يُصْرفُ
أحمد الوائلي:
العشْقُ كالبركانِ يخبو ساعةً
لكنَّهُ بالوجْدِ دومًا يقْذفُ
أبو نبراس:
ستعودُ أدراجُ الرِّياحِ بهيْبتي
ومتَى تلوْتَ فإنني المتزلِّفُ
أحمد الوائلي:
هيْهات يجْدي في الهوى متزلِّفٌ
كمْ صارخٍ ورياحِ هجرٍ تعْصفُ
أبو نبراس:
يا سيِّدي في الحبِّ قدِّسْ روْعَتي
فأنَا المحبُّ وفي هواها أُكْشفُ
يا مَنْ تمشَّى في ربيع طُفولتي
إنِّي لِوجْدِكِ في الهوى أتعكَّفُ
..........................
لقاء أخوي بين أبو نبراس يونس البوصافي والشاعر الفذ أبو الليث أحمد الوائلي من قرية المعمور بولاية بهلا بتاريخ 3 فبراير 2019م
